إمّا ....أو..... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إمّا ....أو.....

  نشر في 11 ماي 2017 .


قبل خمس سنوات بدأت تعلم لغة جديدة و لكني توقفت لو كنت واصلت لأتقنتها الآن.

قبل سنتين بدأت لعب الرياضة و لكن لم أواصل لو لم أتوقف لما أصبت بكل هذه الأمراض اليوم.

كنت قد إحترفت الرسم لو لم أتوقف قبل سنوات عن ممارسته.

و قس على ذلك الكثير و الكثيرمن الأمثلة و كلها عائدة إلى سبب واحد ألا هو العجز و الكسل. إذ لا يعجز إلا كسول.

يشبّه أب الوجودية الفيلسوف الدانمركي ستون الإنسان بربان السفينة الذي عليه في لحظة معينة أن يدير دفة سفينته إما إلى هذه الجهة أو إلى هذه الجهة. و قد يصل بعدها إلى لحظة لا يمكنه أن يختار فيها وجهته.و هنا قد خسر نفسه لأن غيره قد إختار عنه. من غيره؟ إنه القدر.

لم يتدخل الوعي الإنساني الهادف هنا بل تُركت الأمور للأقدار. و هي مرحلة لم يعد فيها إمّا أو.

و هذا هو تماما جوهر فلسفة الإبتلاء الدينية "ليبلوكم أيّكم أحسن عملا". ما جعل الله ابن آدم في موقف إلا ليختبر قوة صبره و صلابة عزيمته و ثبات إيمانه فإمّا أن يستغل الموقف و يكتشف قوته و تكون بذلك أفضل التجارب التي مر بها أو أن يخسر نفسه و يبقى متخبطا في ظلمات اليأس و ربوع الأسى. 

و قد تجد مئات الكتب التي تتحدث عن طرق النجاح و العديد من النصائح عن سبل التغيير و لكن فكرة مبدئية تشكل محورا لأشياء كثيرة القدرة على إتخاذ قرار في الوقت المناسب و الصرامة في تطبيقه.

أنت على بعد قرار واحد من حياة جديدة فلا تجعل الأقدار تختار عنك.قد يتطلب إتخاذ القرار إقدام و جرأة ربما ليست بالسهلة و لكن نشوة عارمة بالإنجاز و شعورخفي بالقوة يعتريك و يجعلك أقوى و أصلب عند إتخاذك لقراراتك بكل وعي.

الإيمان رقية نافعة ضد الخوف و الأسى و الأحزان فهو يجعلك تستثمر في الإمكانات التي خولها  الله لك.ما أن تكرّس نفسك لغاية حتى يبدأ الفيض الإلهي فتُخلق فرص جديدة و تنبثق ظروف أخرى "كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك".

أروا الله من أنفسكم خيرا و كفى أعذارا واهية و تعللا بالقضاء و القدر.


  • 18

  • إيمان
    أما ما يُكتب فيبقَى وأما ما يقال فتذروهُ الرياح
   نشر في 11 ماي 2017 .

التعليقات

Ereny Emad منذ 3 سنة
اشكرك لانك امتعتينى خلال قراءة كلماتك الراقية واسلوبك المعبر♥️
0
إيمان
أسعدني مرورك أكثر عزيزتي <3
مريم مريم منذ 6 سنة
بورك قلمك السيال...مقالك فيه عبرا وحكما شتى...راقت لي هذه الجملة التي فيها مضمون الكلام كله "لم يتدخل الوعي الإنساني الهادف هنا بل تُركت الأمور للأقدار. و هي مرحلة لم يعد فيها إمّا أو."أهنئك على هذه النباغة في الفكر فعلا الإنسان هو صانع القرار و حيثما يتحمل مسؤولية قراره من الألف إلى الياء تنهال عليه الفرص التي هي بمثابة أقدار لا أن يجلس الإنسان متربع الأرجل في مقهى و يأخذ في لوم القدر ونذب الحظ... و أعجبتني أيضا عباراتك الختامية وختامه مسك "أروا الله من أنفسكم خيرا و كفى أعذارا واهية و تعللا بالقضاء و القدر."ا
التي تفيد بلا شك أن نحن من هم ضحايا أنفسنا و القدر مجرد حجة من الحجج التي تم زرعها في أذهاننا في وقت يافع من الزمن باسم الدين.....مشكورة أخت إيمان بوركت
1
إيمان
عزيزتي مريم أشكر مرورك الكريم و كلماتك الرائعة فعلا أسعدتني :) أسعدك الله في الدارين.. تحياتي لك :)
مريم مريم
الله.. شكرا لك كثيرا سلمت أناملك عزيزتي
إيمان
شكرا عزيزتي مريم :)
Abdou Abdelgawad منذ 6 سنة
هذا المقال من نوعية الذى يكتب فيبقى لا لينسى احييك استاذة ايمان
2
إيمان
شكرا جزيلا لك أستاذ :)

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا