قبل خمس سنوات بدأت تعلم لغة جديدة و لكني توقفت لو كنت واصلت لأتقنتها الآن.
قبل سنتين بدأت لعب الرياضة و لكن لم أواصل لو لم أتوقف لما أصبت بكل هذه الأمراض اليوم.
كنت قد إحترفت الرسم لو لم أتوقف قبل سنوات عن ممارسته.
و قس على ذلك الكثير و الكثيرمن الأمثلة و كلها عائدة إلى سبب واحد ألا هو العجز و الكسل. إذ لا يعجز إلا كسول.
يشبّه أب الوجودية الفيلسوف الدانمركي ستون الإنسان بربان السفينة الذي عليه في لحظة معينة أن يدير دفة سفينته إما إلى هذه الجهة أو إلى هذه الجهة. و قد يصل بعدها إلى لحظة لا يمكنه أن يختار فيها وجهته.و هنا قد خسر نفسه لأن غيره قد إختار عنه. من غيره؟ إنه القدر.
لم يتدخل الوعي الإنساني الهادف هنا بل تُركت الأمور للأقدار. و هي مرحلة لم يعد فيها إمّا أو.
و هذا هو تماما جوهر فلسفة الإبتلاء الدينية "ليبلوكم أيّكم أحسن عملا". ما جعل الله ابن آدم في موقف إلا ليختبر قوة صبره و صلابة عزيمته و ثبات إيمانه فإمّا أن يستغل الموقف و يكتشف قوته و تكون بذلك أفضل التجارب التي مر بها أو أن يخسر نفسه و يبقى متخبطا في ظلمات اليأس و ربوع الأسى.
و قد تجد مئات الكتب التي تتحدث عن طرق النجاح و العديد من النصائح عن سبل التغيير و لكن فكرة مبدئية تشكل محورا لأشياء كثيرة القدرة على إتخاذ قرار في الوقت المناسب و الصرامة في تطبيقه.
أنت على بعد قرار واحد من حياة جديدة فلا تجعل الأقدار تختار عنك.قد يتطلب إتخاذ القرار إقدام و جرأة ربما ليست بالسهلة و لكن نشوة عارمة بالإنجاز و شعورخفي بالقوة يعتريك و يجعلك أقوى و أصلب عند إتخاذك لقراراتك بكل وعي.
الإيمان رقية نافعة ضد الخوف و الأسى و الأحزان فهو يجعلك تستثمر في الإمكانات التي خولها الله لك.ما أن تكرّس نفسك لغاية حتى يبدأ الفيض الإلهي فتُخلق فرص جديدة و تنبثق ظروف أخرى "كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك".
أروا الله من أنفسكم خيرا و كفى أعذارا واهية و تعللا بالقضاء و القدر.
-
إيمانأما ما يُكتب فيبقَى وأما ما يقال فتذروهُ الرياح
التعليقات
التي تفيد بلا شك أن نحن من هم ضحايا أنفسنا و القدر مجرد حجة من الحجج التي تم زرعها في أذهاننا في وقت يافع من الزمن باسم الدين.....مشكورة أخت إيمان بوركت