هل شعرت يوماً بهذا من قبل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل شعرت يوماً بهذا من قبل

  نشر في 16 يناير 2018 .

أعتقد بأنه في جميع المجتمعات هناك هؤلاء الأشخاص العنصريون، العنصريون ضد الآخرين من نفس انتمائهم وحتى مع أنفسهم.

لكن مايزال هذا السؤال يراودني إن كانت الحرب هي المسؤولة عن فتح باب الشر الذي يجرفنا بكل ما أوتي من بشاعة، عن هذا التحول القبيح الذي أصابنا. لكن لا يسعني سوى أن أغضب لانتمائي هذا، لكوني جزءاً من شعب هلك مع إنسانيته.

ببساطة الجميع لا يرى إلا نفسه ومصلحته في هذه اللعبة الحقيرة. أن يصبح الواقع المرير هو الواقع الذي علينا تقبله. من هنا أود أن أخبركم عن ثورة الحرية التي دفع ثمنها من لا ذنب لهم. هذه الحرب في الحقيقة قامت برفع أناس همهم الوحيد هو الشهرة والمال. لكن عن الإنسانية .. فللأسف لا يمكنني أن أقول لكم سوى بأن الضعفاء والفقراء لم يعودوا حتى يستحقونها.

وهذا فقد واجهنا أحد المشكلات التي تتعرض لها النساء والقاصرات في أحد مخيمات الأردن للاجئين. القصة باختصار عن طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها وقد وقعت في شرك الدعارة. أنا لا أملك التفاصيل الكاملة عن القصة لكن وقعت بين يدي صور لها وهي عارية مع مدرستها. التي زعمت الفتاة بأنها تمارس السحاقية معها وتتصوران بهدف بيع الصور مقابل بعض الوجبات والنقود التي تقدمها الآنسة للطفلة.

طلبنا الدعم من الكثير من الواجهات الاعلامية، أو ما أحب تسميتهم اليوم بالمستلقين على أكتاف الحرب، للبحث عن ملاباسات القضية ومحاولة إيجاد حل مناسب لها. ولكن جاء الرد كالتالي :" إن مثل هذه المشكلة منتشرة كثيراً في المخيمات وهذا واقع لا يمكننا أن نغيير فيه شيء، وما خفي أعظم". أهذا الواقع الذي حلمت به هؤلاء القاصرات. أهذا الواقع الذي اخترنا الحرب كي نحصل عليه، أهذا الثمن الذي نستحق أن ندفعه؟!

ألا يحق لإنسانيتهم أن تتساءل عن هذا المصير المشؤوم. ألا يحق لي أن أتساءل عن مصيرنا في هذه الفوضى العارمة. واقع لا يمكننا أن نغيير منه شيء لأنه لا يمسنا شخصياً. لأنه لا يؤثر على سلطتنا وعلى مصالحنا الشخصية.

هل شعرت بهذا الشعور مسبقاً؟!

بأنك بلا انتماء، لأنك عاجز عن أن تفعل أي شيء لنجدة إنسانيتك. هذا الشعب الذي يظهر عنصريته ضد بعضه البعض عنا. العنصرية والطائفية والقبائلية .. هذا هو ما يجمعنا، لكن مع الأسف تفرقنا إنسانيتنا.


كمية الخيبة التي شعرت بها عندما وقفت عاجزة عن تغيير إي شيء، عن الموقف الذي قابلني به هؤلاء الذين يعتبرون وجوه الثورة. وجوه الفقراء الذي أفقدوهم حقهم في الحياة مقابل حرية مزيفة. شعرت بأنني لا أنتمي لأي بلد، لا أملك أي جنسية، حتى أنني لا أملك الحق في أن أعرف عن نفسي بكاتبة، لأن الكاتب إن لم يكن باستطاعته أن ينقذ الضعفاء بقلمه فهو لا يستحق هذا اللقب.

لكني قطعت عهداً على نفسي بأن أكتب عن تلك الفتاة التي تمثل المئات في كل موقع أستطيع أن أنفذ إليه. أن أشارك بقلمي ما عجزت عن مشاركته إعلامياً لنجدتها. هذا نحن بكل بساطة يا أصدقائي. هل ترونني الآن مختلفة عنكم. هل تحبون أن تعاملوني بعنصرية الانتماء والاختلاف. لكم ببساطة أقول أنني لا أقدم نفسي على أنني مسلمة وسورية فهذا انتماء تحدده معتقداتي وليس أنتم من تحكمون عليه. لكنني أقدم نفسي كإنسان لا يشعر بالسعادة في كونه يمثلكم مرغماً. 


  • 3

   نشر في 16 يناير 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا