ثم ماذا عن ذلك الحدس الذي يخبرك بما لا تود تصديقه ..
تلك الإشارات التي تباغت اللحظة .. ربما هي دمعة تسقط بعد فرح عظيم ..
كلمات تنطقها في لحظة انكسار .. حتى أنك لا تدري أنها حقيقة ما سيقع ..
وتلك الذكريات التي تحاصرك .. لم يكن باستطاعتك أن تغير الماضي .. والحقيقة بأن كل شيء مكتوب !
ستتوسل للنسيان بأن لا يقع .. لكنه حتما سيكون المنجي الأخير .. الملاك الأبيض الذي سيحل معضلتك ..
بعض الذكريات لا تنسى لكن مع الوقت سيصبح وقعها خفيفا على القلب والحلم .. خيال .. والخيال هو المكان الوحيد الذي تكون فيه حرا تماما ..
استميحك عذرا ..
تفضل ..
حتى الخيال لا نكون فيه حرين تماماً..
كيف?
لأن الواقع الذي يرسمون فيه طريق أحلامك رسموا له حدود أيضا، حتى تلك الحرية المزعومة لها حدود، حدود حتى أنت ذاتك لا تدري كيف وضعت فيك لكنك تعلم فقط أنها موجودة ..
أممممم .. ربما أنت على حق ..
بالعودة إلى الحدس ..
هروبك يعني أن حدسك أخبرك بأن حوارنا سيتسع حتى يبلغ أعماقا قد نغرق كلانا فيها .. دعني أعود إلى حدسي الشخصي وأخبرك بأني لطالما شعرت ولطالما تحقق شعوري .. ولطالما وعدتها غاضبا بأنني سأهجرها ولطالما بكت وقالت بأنها ستموت قبل أن تدرك تلك اللحظة ..
وماتت في حادث سير وقد كنت على وشك أن أرحل .. في خيالي تزوجتها وأنجبت منها لكنني لم أستطع أن أتجاوز حدودي معها لأنني كنت أخاف أن تأتي غاضبة في الحلم .. لأنهم أخبرونا بأن الأموات يأتون بشيفراتهم عبر الحلم، لقد وضعوا لنا حدود .. لقد قيدوا خيالنا ..
لكنهم حقا يفعلون..
هل أنت ملحد ..
استغفر الله العظيم ..
لقد تجاوزنا الموضوع ..
إنهم حقا يرسلون شيفراتهم بالحلم ..
صه ..
لكنني لم أقصد يوما أن أهجرها ..
" و أنا لم أقصد يوما بأنني سأموت بعدا .. لكنني مت! "