لقد تطرقنا في الجزء الأول من المقال في الرد على التساؤل :لماذا لا توجه دول التحالف فوهات مدافعها ونيران أسلحتها لقتال العدول الرئيسي " إسرائيل " بدل خوض حرب مع الحوثين في اليمن
.
وفي هذا الجزء نستعرض بعض الشواهد المتعلقة بالمحور الثاني للجواب وهو:
التقاء العدو الإيراني والصهيوني في مصالح مشتركة
.
إن التاريخ الإيراني مع إسرائيل وعلاقة الدولتين السرية في معظم الأحيان (وهذا يتفق مع عقيدة التقية الإيرانية) وما ينسجمان فيه من أهداف و مصالح إستراتيجية مشتركة يخفيها الطرفان تحت غطاء الصراع والعداء المتبادل الوهمي ، فقد أعلنت الدولة الفارسية عداءها الكاذب لإسرائيل لكسب ثقة عموم المسلمين المتعطشين للنهوض من كبوتهم والرازحين تحت شتى أنواع الظلم في فلسطين وغيرها ،فارتدت الثورة الإيرانية لباس الإسلام واتخذت شعارا لها تحرير القدس لتتمكن من التوغل داخل العالم الإسلامي وبسط نفوذها على أهله لتحقق حلم الإمبراطورية الفارسية البائدة، كما إن إسرائيل تهذي بادعائها المزعوم الخاص بهيكل سليمان، فكلا الدولتين تعيشان حالة جنون العظمة والنزعة النازية مستحقرين باقي الأمم والشعوب
.
ومما يجهله الكثيرون عن حميمة العلاقة بين إيران وإسرائيل من أيام كورش الحاكم الفارسي الذي حرر اليهود المسببين ، وان إيران كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة إسرائيل الهالكة بإذن الله_ وذلك كان بعد سنتين من قيام الدولة ، والآن إيران وإسرائيل تربطهما علاقة اقتصادية سياسية عسكرية قوية فإسرائيل شكلت ضغط كبير على أمريكا لإجبارها على بيع السلاح لإيران ، وقامت بعقد صفقات بالمليارات لبيع الأسلحة لإيران وفي المقابل قامت إيران بتصدير النفط لإسرائيل مما يدل على انسجام كبير بين دولتين تدعيان العداء ،ومن جهة عسكرية ففي حرب العراق وإيران صرح شارون إن تقوية إيران من شأنه إن يضعف العراق فكانت حرب إيرانية على العراق تحت رعاية صهيونية خبيثة،والشواهد كثيرة وهذا غيض من فيض غير الكثير من الصفقات المشبوهة والسياسات المشتركة المحاكة لمصلحة الطرفين وذلك يوضح لنا إن إيران وإسرائيل يسعيان لمشروع توسعي ضخم لبسط نفوذهم على المنطقة وأهداف أخرى وإن اختلفتا في بعض الأحيان ،فالمصالح والسياسة مهد كل خلاف إلا أن في النهاية يتفقان بدوافعهم وأهمها الحقد والحسد،فحقد يهود إن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن نبيا من اليهود وحقد الفرس الذين خالد وسعد والمرضيين من أمثالهم من إبطال المسلمين قوضوا عرش كسراهم إلى الأبد ، ثم الدافع الاقتصادي و هكذا يلتقي العدوان الصديقان في هدف واحد وهو أن لا تقوم للإسلام قائمة والإبقاء على المسلمين شراذم متفرقين في كيانات هزيلة متناحرة فيما بينها كي يسهل ابتلاعها وهضمها دونما عناء، الم يقل الحبيب صلى الله عليه وسلم "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت".
هكذا تتلاقى الأهداف وتتوحد المؤامرات والخطط الكيدية والمكر للإبقاء على الأمة الإسلامية أشلاء ممزقة هنا وهناك يحرم عليها التفكير بالوحدة وضربت حول كياناتها الهزيلة الحصون المنيعة على الوحدة من منظمات دولية أو محلية باسم المواثيق والدساتير وغير ذلك، فأمريكا خاضت حروبا طاحنة أزهقت فيها أرواح الأبرياء قبل المحاربين باسم توحيد الولايات المتحدة ،وهي تستمد قوتها وجبروتها من هذا الإتحاد وأوروبا أيضا تحاول تحقيق الإتحاد لما تستشعره من ضعف تأثيرها في السياسة الدولية كدول متفرقة رغم إن هذه الدول هي دول عظمى وقوية
إذا فالحل الوحيد هي الوحدة للتصدي للعدوين المشتركين وكل من والاهم ،توحيد الأمة الإسلامية كما هي أصلا بحكم الله وأمره الصريح بكونها كالبنيان المرصوص ليس أحجارا متناثرة هنا وهناك ،آن الأوان إن ننفض الجهل عن العقول ونتخلى عن الأنانية النرجسية والمصالح الفردية،فما جلبت الفرقة لهذه الأمة غير الأسى والسوء الذي نعيشه والذل الذي تتجرعه الأمة حكاما ومحكومين ،لكن لم شمل الأمة ورص صفوفها وترك النزاعات الداخلية والفردية وإعلاء الهمة والسمو بالأهداف والتفرغ للتصدي لما يهدد وجود العالم الإسلامي والعربي هو الضامن بإذن الله لحياة كريمة لكل مسلم بل وإنسان على وجه الأرض، وهو الذي يحبط كيد إيران الفرس ويهود خيبر وغيرهم ويضع حدا لغطرستهم.
رابط الجزء الأول من المقال : https://www.makalcloud.com/post/qnvca89pw