نسيم الصباح العليل يحمل دائما رسالات لا يفهمها إلا العاشق. إنه العاشق للحياة بجميع تفاصيلها الصغيرة و الكبيرة، و بحلوها و مرها. فالعاشق يعيش يومه على ضوء تلك الرسائل، فيستمد منها طاقة ربانية لينشر محبة و أمل يكفيان العالم بأسره.
و ما إن يسدل الليل ستائره حتى يبدأ العاشق في صياغة رد يليق ببلاغة و عمق رسائل الحياة التي حملها نسيم الصباح له. فتسامره النجوم التي لا يكاد يلمسها، و لكنها تحس بالوهج الذي يصدره قلبه. إنه و في كل ليلة يكتب رسالة يحكي فيها للحياة كيف قضى يومه في أحضانها, و ما الحكمة التي تلقنها في يومه هذا. فيحاول أن يثبت لها أنه تلميذ نجيب يتعلم من أخطائه يوما بعد يوم. و يواضب على تلقي أقسى دروس الحياة و أسهلها. فيستمر في تحريك أنامله بخفة خيفة أن تخذله ساعات الليل دون أن ينتهي من كتابة الرد. رد يبين فيه عن تألقه و عشقه للحياة يوما بعد يوم. إلى أن تكتفي الحياة من سماع رد لرسالتها، وتأذن للعاشق بالذهاب. و تحرره من قيود عشقها ليسقط مغشيا عليه فوق كتبه و أوراقه. ولا يزال القلم عالقا بأنامله، يأبى إلا أن يفارق صاحبه. على أمل اللقاء في صباح اليوم التالي، حيث يتلقى العاشق رسالة جديدة تبعث فيه روح الحياة، و أمل النجاة من غياهيب اليأس و الكآبة القاتلة . فتحمل مرة أخرى دروسا تجعل العاشق أكثر تقديرا للحياة ، و مبدعا في حبها، معتبرا إياها فرصة ربانية لن تعاد مرة أخرى.
-
oumaima hilmyالسلام, انا اميمة حيلمي طالبة ادرس علوم الاقتصاد و التدبير, ولكنني احب كذلك مداعبة الاوراق بكتابة بعض الخواطر و المقالات.