معزب وخوي

من سُخرية القدر أن يسقط المعزب ويتلقفه الخوي وهو يقول نكبتنا طال عمرك ، هذا ما حدث وسيحدت لاحقاً فالمعزب والخوي كليهما بالرتز كارلتون يتبادلون اللوم يبحثان عن تسوية تتيح لهم الخروج من ذلك المكان الفاخر والعودة إلى الحياة كيوم ولدتهم أمهاتهم ، مكافحة الفساد لم تعد ترفاً بل خياراً لا تراجع عنه والمواطن يرجو ويتمنى أن لا تكون إنتقائية فكل مسؤول لم يُنجز يجب أن يتعرض للمساءلة فعدم الإنجاز تعني وجود شُبهة قد يكون الفساد أحد أركانها ، هناك فئة من الناس مصابة بالحساسية تتحسس من ذكر الأسماء وتبحث عن مخارج لمن وردت أسمائهم في ليلة محاصرة الفساد ، تلك الفئة عاشت زمناً طويلاً على ثقافة سم طال عمرك وكلو تمام طال عمرك وخدامينك طال عمرك ، فئة تدعوا إلى التشهير بمن يمارس الغش التجاري و لا تدعوا إلى التشهير بمن سرق ونهب وجعل من المال العام غنيمة يأخذ منها ما يشاء ، تلك الفئة من البشر هي المتسبب الرئيسي في كوارثنا تمارس التطبيل وتتستر بالوطنية وتُضلل الرأي العام وتحول بين النزيه والمسؤول ، لو قُدر للمواطن البسيط أن يقوم بعملِ ما لقام بضرب كل من تحسس بكل قوةِ وبلا رحمة ، من أبسط الأشياء إعلان أسماء من تورط في قضايا فساد ومن أبسط الأشياء مراجعة قوائم المشاريع الحكومية وإستدعاء كل من له صله بالمشاريع والمناقصات فتلك هيّ البيئة الخصبة للفساد ، ومن أبسط الأشياء تقديم إعتذار للمواطن البسيط الذي لولا الفساد لكانت حياته أفضل وأجمل.

للفاسد حقوق ومن حقه حماية وصيانة كرامته وبالمقابل للمواطن والوطن والمال العام حقوق ومن أبسطها حماية كل ذلك وصيانته وفضح من يقف ووقف حجر عثره ونهب وسرق بلا ضمير حيّ ، المعزب الذي كان يتقدم الصفوف ويتقرب إلى الله بالصدقات ويتفضل على المواطن الغلبان ويلمزه بالمدلع وبالجاحد يقضي اليوم جل وقته متنقلاً بين أجنحة ذلك الفندق الذي كان يعج بالسياح ويعج اليوم بالمحققين الباحثين عن إيجابات تضع النقاط على الحروف ، من سخرية القدر أن الخوي لم يعد يتزلف إلى ذلك المعزب ومن السخرية أيضاً أن المعزب لم يعد يطيق النظر في وجه ذلك الخوي فكليهما يلوم الأخر وسيصفعانِ بعضهما بفضائح الأرقام إذا لم يتقدمان بطلبات تسويه للجنة العليا لمكافحة الفساد التي لن تترك فاسد إلا وستجره إلى ذلك الفندق الفاخر .

@Riyadzahriny