1- العلم
العلم نور والجهل ظلام ، والجهل مرتع خصب لنمو الأفكار الخبيئة والعادات الضارة والجهل بيئة صالحة للخرافات والشعوذة والسحر والكهانة والعرافة ، ففي الجهل تسود المبادئ المنحرفة ومذاهب الضلال ، وغالبا توجد الوسوسة في مثل هذه البيئات ، لذا فالوسوسة نتيجة الجهل بالأحكام الشرعية ، فبالعلم نكافح الجهل و أسباب الانحراف ، والمؤمن المسلح بالعلم يحمي نفسه من الشيطان ووسوسته ، فهو كالبيت الحصين الممتنع عن اللصوص ، والعالم اشد مراسا على الشيطان من غيره من البشر كما جاء في الأثر " لعالم واحد اشد على الشيطان من الف عابد " .
2- ذكر الله
القلوب العامرة بالإيمان وبذكر الله تبتعد عنها الشياطين وتغمرها السعادة و الطمأنينة ، يقول الله تعالى ( الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، الا بذكر الله تطمئن القلوب ) والشيطان يتحين غفلة المؤمن ، فيهجم على قلبه ويشغله عن ذكر الله ، وعن الطاعة فان تمادى العبد في الغفلة تمكن منه الشيطان ، قال العلماء يستحب لمن لمن بالوسوسة الاكثار من قول لا اله الا الله ، لأنها راس الذكر .
ويكره للمسلم ان يغفل عن الذكر لأنه بذلك يفسح المجال لعدوه فيقسو قلبه ، والله سبحانه قد ذم القاسية قلوبهم في قوله تعالى ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) الزمر22.
والذكر له فوائد عظيمه منها ان للسان يكون رطبا بذكر الله ، ومنها ان الذكر يلين القلب ويجلب السر و ويشرح الصدر ، ومنها ان الذكر عبادة ودعاء يثاب عليها المؤمن .
كما قال تعالي ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما ) الأحزاب 35
قال الامام النووي في الاذكار : اجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء وذلك في التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على الرسول ﷺ والدعاء و غير ذلك .
3- ادخال السرور علي النفس
الاجتماع رحمة والفرقة عذاب ويقول النبي ﷺ ( الراكب شيطان ) ويفيد الحديث النهي عن الوحدة في الحضر والسفر لأنها تخالف الفطرة ، والانسان اجتماعي بطبعه ، والموسوس في الغالب يميل الى العزلة ويرغب ان يعيش وحده ، وكلما اوغل في العزلة تمكن منه الشيطان وجعله يعيش فريسة للهموم ، وتراه مشدوه البال ولا يهتم بشيء من الاحداث المحيطة به ، واذا حاولت معرفة ما يدور في خياله لم تجد هناك شيئا يستحق هذا الانطواء ، واثر الحزن باد على محياه ، فاذا أراد لنفسه الخلاص فليلزم الجماعة وليندمج مع الناس وليختار له رفقة صالحة يستفيد منهم و يفيدهم .
وقد حث النبي ﷺ على مخالطة الناس ليتمكن من العمل والمشاركة في التوجيه والنصح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومساعدة الاخرين ، وبهذا يؤدي ما عليه من واجب وحقوق للأخرين كما جاء في الأثر " حق المسلم علي المسلم ست فاذا استسلم للعزلة افلس من هذه الفضائل وحرم نفسه كثيرا من فرص الخير واستبد به الوسواس" ، يقول النبي ﷺ ( فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) رواه أبوداود والنسائي .
وبهذا نرى ان مخالطة الجماعة والانخراط مع الناس هو خير عامل لإدخال السرور على النفس وفيه القضاء على التفكير وتخلص من الشيطان .
4- لزوم السنة
اذا أراد المصاب ان يتخلص مما ابتلي به من الوسوسة فليعتقد جازما بأن الخير كله في اتباع الرسول ﷺ وسلوك منهجه و التأسي به ، وان الاقتداء بهديه واجب ، وانه لا يجوز العدول عنه او الخروج عن سنته ، عملا بقوله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) .
وعليه فإن مخالفة أقوال النبي ﷺ وأفعاله بدعة ومنكر وضلالة ، ومن ثم فإنه لا يسع المسلم الا التقيد بما ورد عن النبي ﷺ واجمعت عليه الامه ونقله الخلف عن السلف ، وبهذا تحصل القناعة بيسر الإسلام والاكتفاء بما ثبت عن النبي ﷺ اذ هو المعلم وهو القدوة وهو الاسوة ومخالفته بدعة ومع الإصرار يكون محادة لله ولرسوله وهذا هو الكفر والعياذ بالله ، لما ثبت عن النبي ﷺ ( من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ) متفق عليه .