الإسلام سياسة و إلا فلا
حوار بيني و بين ديبلوماسي أمريكي
نشر في 22 نونبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في 13 أكتوبر الماضي، كنت جالسة في السفارة الأمريكية بالجزائر، اتحدث إلي ديبلوماسي أمريكي و الذي أبدي رغبة في معرفة دور الدين في الحياة السياسية ببلدي، فقلت له في بداية الحديث:
-طيب علي بتوضيح لك نقطة مهمة جدا قبل أن ندخل في الموضوع.
-ما هي ؟ سألني الديبلوماسي.
-علي خلاف اليهودية و المسيحية جاء الدين الإسلامي ليشرع مختلف المجالات التي تمس حياة الإنسان في كوكب الأرض. فخاتم الأنبياء محمد عليه أفضل الصلاة و السلام ترك لنا خلفه القرآن الكريم و هو كلام الله المنزل الصحيح الصادق و سيرته النبوية التي تحوي مجموع الأحاديث التي تناقلها الصحابة رضوان الله عليهم و من خلال هذين المصدرين صرنا كمسلمين نعرف ماذا نفعل في حالات تقع فيها خروقات لسنن الله و قوانينه، فهناك تشريع إلهي لعلاقة الأفراد فيما بينهم و علينا بإحترامه، فالإسلام يتدخل في السياسة و الإقتصاد و الإجتماع من خلال منظومة قانونية ترجح كفة العدل و الفضيلة و الآمان. و في نفس الوقت سمح لنا الله بالتشريع وفق مصالح المسملين المتغيرة فيما سكت عنه.
نظر إلي مبتسما الديبلوماسي الأمريكي قائلا :
-آه إذن هناك هامش تقنين متروك للبشر بحسب ما فهمت الآن منك ؟
-نعم سيدي.
-جيد، فما هي المساحة التي يجوز لكم فيها سن قوانين بمقتضي إجتهادكم الصرف ؟
-تختلف من بلد إلي آخر و من ظرف زمني إلي آخر، فمصالح الناس عبر الزمان و المكان ليست واحدة بشكل دائم.
-قبل الإسلاميون في الجزائر بالنظام الديمقراطي، فهم موجودين في البرلمان و في زمن ما كانوا جزأ من الحكومة أليس كذلك ؟ إستوضح الأمريكي.
-لن أجيب مكان من تسميهم بالإسلاميين سيدي.
-لأغير صياغة سؤالي، كيف يقيم الشعب الجزائري وجود الإسلاميين في البرلمان سيدتي ؟
سكت لدقيقة كاملة ثم أجبت:
-مثل ما تقيمون وجود شيوخكم من الحزبين في مجلس الشيوخ بواشنطن.
ضحك الديبلوماسي الأّمريكي :
-مرة أخري أغير إستفساري سيدتي، ماذا تعيبين أنت في الأحزاب الإسلامية الجزائرية ؟
-أنت قلت أحزاب و إحدي أسس عقيدتنا لزوم وحدة الصف، لم لا يكون هناك حزب واحد ؟ ثم الإسلام كدين لا يقبل فكرة التحزب فهو أكبر من ذلك بكثير طبعا هذا رأي الشخصي.
-هذه واحدة و ثانيا ؟
-ثانيا أداء البرلمانيين ممن تصفهم بالإسلاميين ضعيف، فهم مثل شيوخكم و نوابكم لا هم لهم سوي كراسيهم و إعادة إنتخابهم و أما المصلحة العامة فلا ينظرون لها إلا من زاوية إنتماءهم الحزبي.
-ألست قاسية سيدة عنيبة ؟ فمن حق النائب الأمريكي أن يفكر في مستقبله المهني و أن يعمل علي إعادة إنتخابه و مثله النائب الجزائري؟
-يجب أن يصادق علي هذا الحق و هذا الطموح الشرعي: المواطن البسيط، بمعني أن أداءه المهني في خدمة الصالح العام وحده من يحدد مصيره في البرلمان و ليست الحسابات الشخصية و ألاعيب الإنتماء الحزبي. شرحت له.
-فهمت عليك. و العيب الثالث ؟
-إبتعادهم عن أخلاق الإسلام، فأصبح المواطن الجزائري يتأفف من التصويت عليهم.
بقي الديبلوماسي الأمريكي مطرقا بعد سماعه لإجابتي:
-هل ذكرت كل مآخذك علي النواب و الأحزاب الإسلامية ؟ سألني فجأة.
-نعم و أعتقد أن هذه المآخذ لا تخولهم للعب دور مصيري في حاضر الجزائر، و أرجو انني كنت موضوعية في نقدهم.
-بلي كنت كذلك، فعلي ما يبدو الجميع يفتقد إلي مصداقية سياسية.
فعقبت عليه مبتسمة :
-بالضبط الجميع بما فيهم رجال غرفة النواب و مجلس الشيوخ في واشنطن.
21/11/2016
www.natharatmouchrika.net
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة
التعليقات
اعتقد انه لا يوجد فصيل او احزب اطلقت علي نفسها هذا الاسم " اسلاميين " او " احزاب اسلامية ! .. في الواقع ان بعض الاحزاب الاخري تحت مختلف الاتجاهات و بالاخص الاعلام هم من اطلقوا عليهم هذا اللفظ الغريب " الاسلاميين ! " كنوع من انواع التمييز او ربما اضعافهم و التصوير للراي العام ان " الاسلاميين " في منطقة و باقي الاحزاب في منطقة اخري او من الممكن عشان لو حزب منهم ارتكب خطا بسيط يتجهوا لتهييج الشعب ضدهم بحجة ان " الاسلاميين ! " اخطأوا و تاجروا بالدين ! علي سبيل المثال لو حزب فشل في حكم دولة معينة , هنلاقي الاعلام بكل قوته بيقول للشعب في الغد ان " الاسلاميين" فشلوا في الحكم في الدولة ديه و بالتالي حكم بالاعدام علي باقي الاحزاب قدام الشعب ! .. في الواقع ان اغلب الاحزاب الاسلامية القوية في ( تونس او المغرب او الجزائر او مصر ) سواء كانت حركة النهضة او الحرية و العدالة في مصر , بتطلق دائما علي نفسها اسم احزاب مدنية و بترفض القول انهم ممثلين للتيار الاسلامي و دائما الاعلام هو من يحاول حصرهم في هذا اللفظ " اسلاميين ! " ..
بغض النظر ان اقوي احزاب المعارضة في الدولة العربية هي من " الاحزاب الاسلاميين " ( مع اختلافي علي اللفظ كما قلت في البداية ) ورغم ما يعانوه من ظلم كبير علي مدار سنين طويلة .. ولكن ربما ان يواجهوا بعض المشاكل في الحكم و هذا طبيعي ولكن من العير طبيعي الحكم علي باقي الاحزاب من نفس التيار بالفشل !
نحن نريد ان نطالب بالحرية باقصي درجاتها ولكن لا نريد " الاسلاميين " ان ينعموا بها لانهم احزاب اسلامية ! حقا !
اعتقد ايضا ان من يهاجم تلك الاحزاب لاختلاف علي المسمي , يجب ايضا ان يهاجم التيار الوطني لانه بذلك يري نفسه فقط هو الوطني وباقي الشعب خائن ! و اعتقد ايضا انه يجب ان نهاجم ايضا حزب الكرامة لانه يري نفسه فقط الذي يدعو للكرامة ! و ايضا الاخوان المسلمين فهم فقط المسلمين !
لا نريدا ن نمارس الديكتاتورية مع التيار الاسلامي و ندع الحرية مع باقي التيارات ! رفم اختلافي الكامل علي كلمة " تيار اسلامي و اسلاميين " ..
اغلب الاحزاب القوية في اوروبا الان هي نابعة من الكنيسة اي احزاب دينية و رغم ذلك لا يوجد من يتهمهم بالمتاجرة بالدين او البعد عن الدين او او !! ..
في نظري التيار الاسلامي اذا اعطت له الفرصة الكاملة و العادلة في الحكم كباقي التيارات .. سينجح نجاحا كبيرا ولكن بدون انقلابات عسكرية ! :)
و شخصياً لا أعترف بمن يطلقون على أنفسهم لقب (الإسلاميين) , فإذا كانوا هم فقط الإسلاميون فهل هذا معناه أننا لسنا مسلمين !!
كما أن الشخص عندما يصف نفسه بـ (الإسلامي) فإنه عندما يرتكب خطأ فإن الناس يلصقون الخطأ بالإسلام , كما أنه إذا هزم في الإنتخابات فإن بعض الناس يدّعون أن الإسلام هو الذي هزم .
الإسلام أسلوب حياة و ليس مجرد لقب أو حزب سياسي .