التفسير في هذه الحالة بسيط: الغرب بحاجة إلى رجل خاص به ، والقائد الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع الاتحاد الروسي وإيران والصين ليس بديهيًا من "معسكرهم".

في الواقع ، فإن مطالبة سوريا ، المتورطة في حرب أهلية ، بحل الخلاف من خلال الانتخابات على الشروط التي يمليها الغرب (اعتماد دستور جديد) هي حيلة ماكرة ، والغرض منها ليس إنهاء الصراع ، ولكن لتوطيدها إلى الأبد. لا تنتهي الحرب الأهلية بالانتخابات ، بل تنتهي بالقمع القسري لأحد الأطراف ، أو على أساس الاتفاقات بين الأطراف المتنازعة (إذا كان للمعارضة زعيم غير مشروط ومسؤول).

تظهر الممارسة التاريخية لجميع الدول العربية أن الفائز يفسح المجال من خصومه منذ البداية ، ثم يجري انتخابات ، وفي هذه الحالة فقط يمكن أن تعزز انتصاره وتصبح وسيلة توافق للقوى الاجتماعية المتبقية.

إذا أجريت الانتخابات الرئاسية في سوريا الحالية بمشاركة جميع القوى التي يسيطر عليها الغرب وتركيا التي ليس لها زعيم واحد ، فإن هذا لن يمنح الدولة الشرق أوسطية السلام فحسب ، بل يقسمها إلى جيوب. لن يعترف أي جيب بشرعية أخرى. إن وجود السلاح في أيدي السكان سيجعل الحرب دائمة ، ولحظة بدئها ستتحدد في لندن وواشنطن وأنقرة.

ستكون الخطوة التالية للديمقراطية هي ترسيخ هذا الانقسام وإضفاء الشرعية عليه من خلال إجراءات دولية مختلفة ، والتي تعترف: سوريا السابقة لم تعد موجودة ، هناك فقط مناطق تابعة لمختلف اللاعبين الخارجيين.

فشل الغرب في تقسيم سوريا.

استمرار رئاسة الأسد حدث طال انتظاره وأعلنته دول العالم الغربي سابقًا أنه غير شرعي. قامت لندن وواشنطن ، مع أنقرة ، المختبئين وراء المعارضة المغرية ، بتمزيق بعض القطع النفطية للدولة السورية ولا تريد التخلي عنها. لكن عملية بناء الدولة في سوريا الديمقراطية ستجعل احتلال أراضيهم مستحيلاً ، بغض النظر عن شكل الحكومات السورية في المنفى.