"حديقة صغيرة، رياح باردة، مطر يهطل بشدة، فتاة تمسك بذراع حبيب لها، تستنجد الدفء به، تسكن رأسها كتفه، تتخذ ابتسامتها رسمة رقيقة على الوجه، تلمع عيناهما سويًا، لمعة اللقاء والحنين، تتشابك أصابعهما ..تمنحهما الأمان.
****
خلاف عادي فشجار يعقبه فراق.. ثم حنين يعذب كلاهما، عناد يرفض بهما التنازل، تهبط بهم الشدائد، كلاهما يفتقد ذراع الآخر يتكئ عليه، كلاهما يكابر..
****
مجنونان يسيران في غفوة الليل، على أنغام "عمر خيرت" يتمايلان بينما تبللهما السماء، ترتفع ضحكاتهم، تنير ظلمة الشارع، يخبرها عن مجنونة تحب الشتاء والليل ويحبها هو ، تخبره كيف أطرب قلبها بعدما طال البعاد، يطبع وجنتها قبلة سريعة، تمنحه عناق هادئ.
****
سنوات خضراء، يليها سنوات عجاف، تعصف بهم المسافات، تبعدهم فينة..تقربهم أخرى، يلتقون، يفترقون، يبتسمون، يبكون، يسكنون الخريف، لا يبرحون شتاءً أو ربيعًا.
****
فستان أبيض، بدلة سوداء، حذاء عالي يهبط الرصيف، يتسابقان أسفل المطر، تتعثر، تسقط، يعيدان السباق، يتعثر، يسقط، يعيدان السباق، تتعثر، يتعثر، يجلسون على الرصيف، ترتفع الضحكات، ينعتهم المارة بالجنون، فستان أبيض ملطخ وبدلة سوداء مبللة.
****
حلم ! مجموعة أحلام..تسكن عيناي، أراك عزيزي كلما أغفلت، أرانا سويًا، توقظني لسعة برد، أتذكر حلمي، يغمرني دفء قلبك، أتابع نومي بحثًا عن صورة جديدة لك، تعوضني فقر اللقاء.
المطر يغسل الشوارع، يزيل العوائق بين أرواحنا، في خريفنا نختلف، في الشتاء نقترب..عل حياتنا تصبح شتاء دائم ."