المقال من مدونتي https://goo.gl/GKso3g
كم مرة سمعت على التلفاز و قرأت على الحاسوب و الهاتف أن نجدد النية للتوبة قبل رمضان و في رمضان، تكررت هذه العبارة خمسين ألف مرة على أذناي، فلو قسمنا الأزمان إلى قبل رمضان و هو الماضي و رمضان و هو الحاضر و بعد رمضان هو المستقبل، فإن المتحدثين تكلموا عن الماضي والحاضر فقط ! من النادر النادر النادر أن تجد أحدا تكلم عن المستقبل، لكن ماذا نقصد بهذه الأزمان؟ و ما دخل النفاق في الموضوع ؟ كل هذا سنتطرق إليه بعد نقطة نهاية المقدمة .
صحيح أنه يجب أن نتوب و نجدد التوبة دائما و خاصة في رمضان، لكن لا أتفق معك يا إمام إن قلت لي تب في رمضان ثم أجد بعد رمضان المساجد تحتوي صفين بعدما كانت تحوي 20 صفا، ثم أجد الذي كان يقول لي يوميا : سأتوب .. سأتوب إن شاء الله ! يشتم أمي بكل برودة ! إذن نسيتم يا حضرة الإمام شيئا مهم في قضية التوبة، أن تكون مستمرة لا مؤقتة .. بمعنى آخر أن تتوب و تنوي التوبة لبعد رمضان، فمثلا نويت أن تذهب للصلاة يوميا و بدون توقف، ليس بعد رمضان أجدك رجعت إلى سباتك المسجدي بل أن تنسى الماضي و أن تكمل في بناء شخصك الجديد، شخصك الذي أصبح يواظب على الصلوات . فلا تكن مثلهم “منافقين” يعودون إلى عاداتهم القديمة مباشرة بعد انتهاء 30 يوما من رمضان، هذا بغض النظر عن الذي أصلا في رمضان لم يتب بعد ! و بعد الإفطار مباشرة تجده يدخن .. يسب ..إلخ
هكذا فإن رمضان ليس مناسبة توبة ظاهرية فقط، بل توبة باطنية نصوحا مستمرة إلى الممات إن شاء الله ولنقضي على النفاق الظاهر في شهر التوبة و الغفران !
-
Tarek Nacerمدون .. كاتب .. يحب النقاش وفقط