في ظلمات الليلة الحالكة السواد خيم الحزن و الالم علي المدينة الصغيرة اكتمل القمر بهاؤه لينير عتمة الليلة شوارع خاوية بلا سكان الكل اويا الي مساكنهم نبصر شابة صغيرة تسير في وسط الظلام ناظرة الي الأرض في استسلام كم مشاعر الخزي و الاستسلام بارقة علي وجنتيها الحائرة متجهة صوب ذلك المنزل وسط المدينة " منزل ضحايا الاكتئاب " عيناها الصغيرتين نخفيهما دمعاتها وجنتيها الشاحبة تختفي من كثرة الشحوب و الهالات نري سيرها الحزين تجاه المنزل و كأنها مبرمجة تماما تدخل الي المنزل بوجه باهت ثم تتجه الي الغرفة السوداء " غرفة الانتحار "
نلمح داخل الغرفة شاب يافع خافت الحركة ذو وجه كسير حزين و هو يتوراي بكتاب يقرأه عن أعين الناظرين كما نلمح الي جواره كم كبير من فناجين القهوة الخاوية و نلمح إصابات واضحة في يديه !
يبدوا كفي عالم بعيد شاردا الزهن حليق اللحي حائرا من كل شيء !
و الي جوار الشاب شيخ عجوز وهن الجسد متكا العصا حاملا هموم الدنيا علي وجهه ممكسا بجريدة و هو يواري وجهه خلفها !
بدأت الفتاة بالحديث لعلها تمضي الوقت
" ما رايكم أن يحكي كلانا قصته ليمضي الوقت "
" لا مفر بامكانك البدا "
" خواطر فتاة١ "
"قصتي بدأت منذ تلك الليلة السوداء كنت اويه في غرفتي حين سمحت صياح الحرب ! كان صياح العم " حسان " معلنا عن استشهاد والدي في الغارة ! لم ادري ما أصابني سوي صراخي اه يا ابي ! انقسم ظهري وقتها حين فراق ابواي شعرت باليتم الحقيقي في ظلال الحرب ! ليتك تتخيل طفلة صغيرة يموت أبيها أمامها في الحرب ترعرع عودي علي الحرب و الموت الذي لم اعد اخافه أو اهابه !اري ابي في كل موضع و هو يدعوني الي الموت الذي صار اليفي "
" ربما اباكي يذكركي بالحياة يا ابنة الشهيد و انتي راسك مرفوعة "
" خواطر شاب ٢"
حكياتي شبيه بحكايات الف ليلة و ليلة أما طيار تجوب البلدان بطائرة و ذات ليلة سقطت بالطائرة في جزيرة لا اعرفها و فقدت نظري و فقدت معه عملي و من يومها و انا ادعي للقراءه في الكتب علي و عيب ا واسي نفسي بعدما أظلمت الدنيا و انا " كفيف "
" و لماذا لا تعود للسفر مراكب و تجوب العالم باحساسك لا يشترط أن تكون مبصر لتري العالم يمكن أن تراه بقلبك و حسك الفني "
" خواطر عجوز ٣ "
أما أنا فعجوز أظلمت الدنيا في وجهي كنت صاحب مال و اعمال و خسرت كل المال و تراكمت الديون "
" يمكنك البدا من جديد احمد الله و توكل عليه "
هنا تحدث الشاب
" الم تلاحظوا يا رفاق جميعا سنترك غرفة الانتحار و نعود للحياة حينما أخذ كلا منا بيد الاخر ولد الامل من رحم العطاء "
" النهاية "
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
نشر في 24 نونبر
2019 .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
جلال الرويسي
منذ 1 شهر
جلال الرويسي
منذ 5 شهر
Mariam Alsayegh
منذ 8 شهر
إلهة الأبجدية والإبداع
عزيزتي .. عزيزي.. منبر كلاود.. منبر جديد ., يسعدني أن أنشر به ويسعدني متابعتكم لكل المقالات به.. كما دعمتموني دومًا ادعموا ها الموقع العربي المؤثر .."بينما يتأوهون.. يسرقون.. يجيدون الفوتوشوب.. هاهاهاوحدي.. سر نبضه .. بهجته عبر الأكوان.. العوالم.. العصوروحده .. عشقي فاكسين..سموم شيخوخة قلوبكم الكاذبة..بلحظاته
منصور
منذ 9 شهر
عبد الرقيب البكاري
منذ 1 سنة
الخلاص
الخلاصقصة قصيرةفي ليلة موحشة وفي إحدى القرى التي لا يكترث لمآسيها أحد وفي سنوات الحرب واليأس كان الليل يوشك أن يرحل بعد عناء طويل عندما سقط رأس الأم على صدر زوجها من التعب والإرهاق ، ثلاثة أيام بلياليها وهي تضع
منى لفرم
منذ 1 سنة
حسن غريب
منذ 1 سنة
وتوالت الذكريات
قصة قصيرة /وتوالت الذكريات بقلم:حسن غريب أحمدكاتب وناقد مصر__________________________________قالت له ذات يوم : ولدى لا تغادر .. أنت جسر البيت .. نظر إلى الأفواه الجائعة فى الخارج .. كانت حبات المطر ترسم شكلاً ما فوق النافذة .. المدفأة تصدر شخيراً مخيفاً
أشرف رضى
منذ 1 سنة
nessmanimer
منذ 2 سنة
soumia kartit
منذ 2 سنة
soumia kartit
منذ 2 سنة
آلاء غريب
منذ 2 سنة
Mais Soulias
منذ 2 سنة
د. يـمــان يوسف
منذ 2 سنة
Rim atassi
منذ 2 سنة
آلاء غريب
منذ 2 سنة