الإعجاز فى القرآن الكريم .. قاعدة الدحض ( الجزء الأول ) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الإعجاز فى القرآن الكريم .. قاعدة الدحض ( الجزء الأول )

( الجزء الأول )

  نشر في 28 ديسمبر 2016 .

ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ، ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ، ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ، ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ، ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .

ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :

      إن للعلماء فلسفات مختلفة ، منها ما يسمى باختبار قاعدة الدحض أو قابلية التكذيب ، هذه القاعدة واحدة من أهم أسس فلسفة العلوم ، فالعلماء مشغولون بسبب كثرة النظريات الجديدة وليس لديهم وقت كاف لتحليلها ، يقولون إذا كان لديك نظرية ، فعليك أولا أن تدلنا على طريقة نحاول من خلالها اثبات خطأ نظريتك ، أى إذا كان لديك مفهوم جديد ، فعليك أولا أن تعطينا طريقة نحاول بها إثبات خطأ نظريتك .

      يقول الدكتور ذاكر نائك : أن ألبرت أينشتاين قد قدم فى أوائل القرن العشرين نظريات معينة عن طريقة عمل الكون وقدم معها ثلاث طرق لإثبات خطأ نظريات تلك ، تفحصها العلماء لمدة ست سنوات وبعدها سلموا بصحة تلك النظريات .

      أى شخص يعطى (( قابلية التكذيب أو قاعدة الدحض )) يستحق الاهتمام والاستماع لنظريته ، وهذا لا يعنى أن هذا الشخص عظيم أو أن هذه النظرية عظيمة ، فهى تحتمل الصواب أو الخطأ ، بل يعنى أن أى شخص يعطى ( قاعدة الدحض ) يستحق الاهتمام والاستماع لنظريته .

      فى القرآن الكريم توجد اختبارات لا تعد ولا تحصى لتعجيز من يحاول تكذيب القرآن ، هل تريد إثبات خطأ القرآن ؟ من السهل جدا أن تحاول !

      توجد بعض الاختبارات لتكذيب القرآن كانت مخصصة فقط للزمن الماضى عندما أنزل القرآن الكريم ، وبعضها مخصص لزمننا هذا أى للحاضر ، وبعضها ممتد إلى يوم القيامة ، سأذكر فقط أربع أو خمس اختبارات على سبيل المثال .

      قصة أبى لهب مثال جيد ، كان أبو لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان من ألد أعدائه ، فعندما يرى أى شخص يتحدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ينتظر ثم يذهب إليه بعد مغادرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويسأله ، ماذا قال محمد ؟ هل قال أسود ؟ لا بل هو أبيض ، هل قال نهار ؟ لا ، بل هو ليل ، أى كان يخالفه بالكذب فى كل ما يقول أو يفعل ، كذب كثيرا جدا فقط ليثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخطئ .

      توجد سورة فى القرآن تسمى سورة المسد ، يقول الله تعالى :" ﺗَﺒَّﺖْ ﻳَﺪَﺍ ﺃَﺑِﻲ ﻟَﻬَﺐٍ ﻭَﺗَﺐَّ ‏( 1‏) ﻣَﺎ ﺃَﻏْﻨَﻰٰ ﻋَﻨْﻪُ ﻣَﺎﻟُﻪُ ﻭَﻣَﺎ ﻛَﺴَﺐَ‏( 2‏) ﺳَﻴَﺼْﻠَﻰٰ ﻧَﺎﺭًﺍ ﺫَﺍﺕَ ﻟَﻬَﺐٍ ‏( 3‏) ﻭَﺍﻣْﺮَﺃَﺗُﻪُ ﺣَﻤَّﺎﻟَﺔَ ﺍﻟْﺤَﻄَﺐِ ‏( 4‏) ﻓِﻲ ﺟِﻴﺪِﻫَﺎ ﺣَﺒْﻞٌ ﻣِﻦْ ﻣَﺴَﺪٍ ‏" صدق الله العظيم .

      ذكر الله تعالى فى هذه السورة أن أبا لهب وزوجته سيدخلون النار مما يدل على أنهما لن يكونا مسلمين أبدا ولن يرضوا بالإسلام ، أُنزلت هذه السورة قبل موت أبى لهب بعشر سنين ، لم يكن على أبى لهب عندما أُنزلت السورة إلا أن يسلم ، وعندها سيثبت أن القرآن خاطئ ، ولكن هذا لم يحصل ، فقد أسلم الكثير من رفاق أبى لهب خلال العشر سنوات ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُذكره باستمرار بهذه السورة لمدة عشر سنين ، إذا أسلمت ستثبت أن القرآن خاطئ ، الأمر فى غاية السهولة ، كل ما عليك فعله أن تقول أنا مسلم ، ليس عليك أن تتصرف كمسلم أو تصلى ، فقط قل : أنا مسلم ، الأمر يسير جدا ، كل ما كان عليه الآن أن يكذب مرة أخرى فقد كذب كثيرا ، ولكنه ما كان ليقدر على هذا ، لأن المتكلم بالقرآن هو الله عز وجل ، فالله تعالى يعلم أزلا أن أبا لهب لن يسلم أبدا .

      توجد أيضا اختبارات عديدة ، نذكر منهارما ورد فى سورة البقرة الآيتين ٩٤-٩٥ ، حيث كان بين المسلمين وطائفة من اليهود جدال ، فاليهود يقولون أن الدار الآخرة خالصة لهم وحدهم عند الله ، ولذا قال تعالى :" ﻗُﻞْ ﺇِﻥ ﻛَﺎﻧَﺖْ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟﺪَّﺍﺭُ ﺍﻵﺧِﺮَﺓُ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺧَﺎﻟِﺼَﺔً ﻣِّﻦ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻓَﺘَﻤَﻨَّﻮُﺍْ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕَ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦ ( ٩٤) ﻭَﻟَﻦ ﻳَﺘَﻤَﻨَّﻮْﻩُ ﺃَﺑَﺪًﺍ ﺑِﻤَﺎ ﻗَﺪَّﻣَﺖْ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ﺑِﺎﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦ (٩٥) " .

      كان كل ما على اليهود فعله ليثبتوا خطأ القرآن الكريم ، نحن نريد أن نموت ، الأمر سهل جدا ، ليس المطلوب منهم أن يموتوا بالفعل ، أو يقتلوا أنفسهم ، فقط عليهم أن يقولوا : نريد أن نموت ، ثلاث كلمات فقط .

      ويواصل الله تعالى فى سورة البقرة الآية ٩٦ ، قوله سبحانه :"ﻭَﻟَﺘَﺠِﺪَﻧَّﻬُﻢْ ﺃَﺣْﺮَﺹَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻋَﻠَﻰ ﺣَﻴَﺎﺓٍ ﻭَﻣِﻦَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺃَﺷْﺮَﻛُﻮﺍْ ﻳَﻮَﺩُّ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻢْ ﻟَﻮْ ﻳُﻌَﻤَّﺮُ ﺃَﻟْﻒَ ﺳَﻨَﺔٍ ﻭَﻣَﺎ ﻫُﻮَ ﺑِﻤُﺰَﺣْﺰِﺣِﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏِ ﺃَﻥ ﻳُﻌَﻤَّﺮَ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑَﺼِﻴﺮٌ ﺑِﻤَﺎ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥ " صدق الله العظيم ، من السهل جدا أن يثبتوا أن القرآن خاطئ ! ولكنهم ما كانوا ليقدروا على هذا ، أو أن ينطقوا بتلك الجملة المكونة من ثلاث كلمات ، لأن المتكلم بالقرآن هو الله عز وجل ، وسبحانه يعلم أزلا بأنهم لن ينطقوا بها أبدا ، أي من المستحيل أن يتمنوا الموت .

     هذان الاختباران لتعجيز من يحاول تكذيب القرآن ، كانا يصلحان فقط فى الماضى ، أما للحاضر اختبارات أخرى ، سنتناولها فى الجزء الثانى من الموضوع بإذن الله تعالى .

                                    

                                   إلى اللقاء فى الجزء الثانى بإذن الله تعالى

                                                    ... أسعد الله أوقاتكم ...



   نشر في 28 ديسمبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا