فرصة ايجاد شخص متكامل، كالبحث على إبرة وسط كومة من القش، فانتظارنا للشخص المناسب أمر صعب جدا، فكما نعلم أن كل شخص منا لديه امتيازات ونواقص، فاذا حاولنا التركيز على الجانب السلبي حيال ذلك الشخص، ستجد نفسك قد ضيعت أشخاصا كثيرين في حياتك، لتنحصر وحيدا في نهاية المطاف، فما يجب أن نتعلمه في حياتنا هو التعايش عبر كيفية ايجاد نقطة توافق بين الطرف الآخر لكي تسهل عملية التعايش معه ، فأهم شيء هو ايجاد طريقة لتقبله عبر تصحيح مفاهيم خاطئة قد يدركها أحد منا، فليس العيب أن نكون مختلفين لكنه في كوننا أنانيين لتقبلنا لأراء وأفكار الآخر.
إذا أحسست لحظة أنك تريد تغيير خاصية فيك من أجل أن تشبه أحدا ما، ستجد نفسك في طريق مغلق تماما، ستحس أنك ضعيف لدرجة لن تريد رؤية وجهك في المرآة، ذلك البريق الذي يجعلنا مقبلين لحب أنفسنا سيتلاشى بين ذلك الضعف، تقدير الذات أمر مهم جدا في حياتنا الإجتماعية، كيفية ابراز شخصيتنا،التكلم بين الناس ومحاولة أخد فرصة للتعببير، سيختفي لنجد أنفسنا وحيدين تماما، أنت لا تحتاج لشخص كي يبرزك أكثر أو ليحمل عليك مسؤولية الثقة،بل أنت وحدك من تستطيع القيام بذلك، أنت تخلق لنفسك نقط قوة لكي تستمر في طريقك نحو مستوى يجعلك تحس بالإستقرار والإفتخار.
فالتعايش مع الآخر سيفتح لك أبوابا كي تتعرف على شخصيتك عن قرب،قدرة تحملك والإنفعالاتك أمام أشياء كثيرة تحدد فيهم طبيعة أفكارك بشكل كبير جدا، فتحاورك سيبرز مستوى إحتكاكك من قبل العادات التي تقوم بها، فأظنها طريقة سهلة لمعرفة الآخر عن قرب، ففي الحياة يمكنها أن تجعلك في إحتكاك مع شتى أنواع البشر،لتتعلم شيئا مهما أن التعامل يختلف حسب كل نمط، لتكتسب أهم الطرق للتعامل.
ما نراه كل يوم،وما نصادفه في حياتنا يجعلنا ندرك أهمية التواصل لتسهيل عملية التفاهم مع بعضنا البعض، ونكون أكثر قابلية لإدراج النقط فوق الحروف، فإنعدام التواصل يجعل العلاقة في إنغلاق التام ويصعب بعدها على الإثنين إدراك قيمة العلاقة في تخطي مجموعة من العقبات، لينحصر الإثنين في نفق غارق يصعب بعدها التسلق، ليحدث طفرة كبيرة يصعب بعدها تلاشيها.
ما يجب أن نتعلمه في حياتنا هو الإنصات للآخر، أن نعطيه فرصة للتكلم والتعلم منه، فكمية المعلومات التي يمكن الحصول عليها فور تحاورنا تجعلنا في غاية الإندهاش، أفكار لم نكن نعي بها يوما نجدها تأخد حيزا كبيرا عند الآخر، كأنه إنذار يمنحنا فرصة للإكتشاف، أظن أن الإختلاف له طعم مختلف وغريب،خصوصا في أفكارنا وطريقة تعاملنا أضحت وليمة من الأحاسيس والأفكار، فمن أراد التذوق منها فلينصت فقط...