في الصباح الآخر
حارب من أجل نفسك
نشر في 09 يونيو 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا تشكو لعبدٍ حُزنك .. فالألمُ ألمُك .. والقلبُ قلبُك ..
لن تجد ذلك القلب .. الذي يشاركك غصّة الألم بداخلك .. لا يوجد حتى من هو مضطر لسماع دقات قلبك التي تحتضر .. كلّن في عالمه .. وكلّن يبحث عن نفسه .. لا تهرب من الحقيقة .. فهي مهما كانت قاسية.. لن تكون أقسى من الوهم الذي يتجوّل في ذهنك .. ضاقت بك الدُنيا .. ضاقت بك الثياب التي كانت حينما كُنت طفلاً .. ضاق بك السرير .. و حتى نفسك .. لم تعُد تسعك لا أنت ولا همومك .. لتكبر و لتصبح جميلاً.. لن يدركوا ما معنى أن تكبر .. ربما هو شيء جميل .. ولكنّه ليس بتلك السهولة .. فأنت الآن أصبحت من يجب ان يضع يده على جرحه و يقول :" اصبر يا قلبي .. فإنّ لك شيء جميل في هذا الكون فقُم من حيث سقطت " ..
لا أعلم إن كنت أنا من يقول هذا الكلام ّّ.. و لكني لم اتوقع ابداً أن يأتي هذا اليوم الذي اكبر فيه حقاً..يا صغيرتيّ.. كنتُ ألهو بألعابي الصغيرة البسيطة و اقلام التلوين .. و الرسم المُضحك .. و كنت أظُن أنّ الحياة مزحة .. و لعبة بسيطة كألعابي تلك ... كم كنتُ ساذجة حينما ظننتُ أنّ القلوب تجتمع دائماً و تصنع السلام في كل مكان .. كان حلُمٌ قصير ّ.. و قد استيقظت منه الآن .. باحثة عن ذلك المعنى للوجود .. عن تلك الهوية التي تعرّفني بنفسي .. باحثة عن السعادة .. التى تشبه الرماد ..
كنت امتلك تلك المذكرات الصغيرة جداً في صغري .. و كانت تكفيني جداً.. و لكنّها لم تعد تجدي نفعاً حينما كبرت.. أصبحت لا أحتاج مذكراتي البسيطة فحسب .. بل أحتاج ذلك القلب الذي ينزف لكنّه لا يستسلم .. اصبحت احتاج نفسي .. انا.. اكثر فأكثر .. لا أملك الكثير من الحروف و لكن املك ما يكفيني من الضجيج الذي يعلمني من انا .. من كنت و من أكون و من سأكون ..
حتماً تلك هي الحياة .. تصنع قوارب النجاة من كل تجاربك الفاشلة و تجمع الألم و قطعك المبعثرة .. و تسير في هذا البحر الكبير المُعتم .. إلى أن ترى الشمس من فوقك تشرق .. لتقول لك لا تيأس فأنت مازلت على قيد الحياة .. و الأحلامُ و تحقيقها للأحياء .. لم تكن للأموات قط .. انهض يا صديقي و حارب من أجل الشخص الذي تريد ان تكونه في الصباح الآخر..
-
Mais Souliasالكتابة ليست مجرد ورقة وقلم , إنما حوار بين الإحساس والصمت ، أكتب لأنني أشعر، لأنني.. أريد أن أحيا لا أن أنجو❤