رواية (الجزء الأول) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رواية (الجزء الأول)

رواية (الجزء الأول)

  نشر في 11 غشت 2019 .

ينطلق جرس المدرسة، معلنًا إنهاء اليوم الدراسي، ومعه تسرع أقدام الطلاب؛ للخروج من ذلك القفص؛ الذي يقيد حريتهم، وفي إحدى غرف المدرّسين تقبع فتاة تبلغ من العمر الخامسة والعشرين تعمل مدرّسة للغة العربية لديها من الجمال ما يأسر العيون حيث تمتلك من العيون اللون البني الذي وإذا سقطت عليها الشمس ترى الجنة في عينيها كالملاك بثوبها المحتشم والحورية بحجابها الحريري لا تضع الكثير من مستحضرات التجميل حيث اكتفت بحيائها الذي يجعل وجهها كالقمر يوم اكتماله شاردة في تصحيح بعض نماذج الإجابات حتى إنها لم تعي بقدوم (دنيا) صائحة لتخرجها من شرودها:

- (نور)!

انتفضت علي صوتها فهي لم تشعر بقدومها لا تعلم هل هي شاردة في التصحيح ام شئ اخر وأجابت قائله:

- أنتِ هنا منذ متى؟ لم أشعر بوجودك!

تجاهلت الأخرى سؤالها و ظلت تحدق النظر إليها محاولةً منها لاختراقها

فهي تبلغ من العمر الثامنة والعشرين ولكن شخصيتها تختلف كل الاختلاف عن شخصية (نور)، متفتحه الي حد كبير ترتدي من الملابس ما يظهر اكثر مما يخفي وتضع من مستحضرات التجميل ما يغير في شكلها فنظرت إلى (نور) متفحصة لمعالم وجهها لعلها تستطيع قرأتها ثم أجابت عليها باقتضاب :

= أنني هنا منذ مدة ولكن شرودك جعلكِ لا تنتبهين إلى قدومي ولا حديثي معي

ثم اكملت ساخرة:

= فيما أنتِ شاردة؟ أتحبين؟

تنهدت (نور) لتستمد من برودة الهواء ما يجعلها باردة الأعصاب فهي يجب ان تكون قد اعتادت علي حديث (دنيا) لكنها لا تعلم لما تثير الأخرى غضبها في كل مرة تتحدث اليها فأجابت ببرود:

- أُحب! أرى أنكِ مازالتِ تتدخلين فيما لا يعنيكِ

كادت أن تجيب عليها ولكنها قاطعتها بهدوء قاتل:

- أريحِ نفسكِ يا (دنيا) فكل محاولتك لاكتشافِ ستبوء بالفشل

استحال وجه (دنيا) للون الأحمر الناتج عن شدة غضبها واصبحت عينيها كجمرتين من النار تود أحراق (نور) بهما فلكمت المائدة بعنف شديد ثم تحدثت بصوت مرتفع:

= من أنتِ لتُحدثيني بتلك الطريقة؟ لا أعرف لما أنتِ مغرورة إلي هذا الحد؟! فلا أرى فيكِ ما يدعوكِ للغرور لا جمال ولا مال كل ما أراه فتاة صماء كالحجر فمن ذا الذي ينظر إلى الحجر حتى الكفيف يتجنبه لعدم تعثره به.

أحتقن وجه (نور) بالدماء من شدة الغضب فما كان منها إلا وهي تصفع (دنيا) لتخرسها فما قالته لا يُقبل :

= هل جننتِ؟!....

هذا ما قالته (دنيا) عقب تلقيها للصفعة وكادت أن تُكمل حديثها لكن (نور) استوقفتها محذرة:

- لا أريد سماع كلمة أخرى منكِ فيبدو أن صمتِ جعلكِ تظنين أنني ضعيفة ولكن أعلمِ أن الصمت ما هو إلا بداية بركان ثائر سيقوم بإحراق كل من يقترب منه

صمتت قليلًا لتعطي لدموعها مجالًا للتعبير عن مدى تألمها ثم اكملت:

- وقبل أن تتحدثي معي أنظري إلى نفسكِ أولًا فلا يوجد أحد في المدرسة لا يتحدث عنكِ وعن أفعالكِ فأنا لا أعطي المجال لأحد للتحدث معي أو عني فقبل أن تحاسبيني حاسبي نفسكِ أولًا.

ظلت (دنيا) محدقة (بنور) لم تستطع الحديث كما لو أنها ابتلعت لسانها فلم يجرؤ أحدًا يومًا وقام بإهانتها بتلك الطريقة مما جعلها تستشيط غضبًا وتمنت لو قامت بقتلها فمنذ أن رأت (نور) وهي تمقتها فوجهها يذكّرها بما فعلته في الماضي اما الأخرى جمعت اغراضها وما تبقي من كرامتها وغادرت المكان تاركة (دنيا) تتوعد لها بالانتقام وأنها سوف ترد لها تلك الصفعة فهي مثلها مثل شبيهاتها لا تحب أن تكون هناك من هي أفضل منها وإذا وجدت تظل خلفها حتي تجعل منها الاسوء شخصية.



   نشر في 11 غشت 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا