تجاربك السيئة شهادة ميلادك 1
نشر في 05 فبراير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تمر كلمة تجربة سيئة مرارََا أمام أعيننا، وعندما نراها تُرجِع في أنفسنا ذكرى لـ أحداثِ ووقائع حدثت لنا (ليس دائمََا لنا فـ أحيانََا تحدث لأشخاص قريبون منا). لكن دعنا نفكر ما معني كلمة تجربة؟ وكيف نحكم أنها سيئة وكيف نقدر كم السوء داخلها؟. بالطبع، تجربة كلمة نُطلِقها على كل حدث نمر به طيلة حياتنا اليومية؛ فالطعام تجربة حسيّة تشارك بها بعض حواسنا وكذلك الملبس والمشرب وما إلى ذلك من الممارسات التي نمارسها والتي قد تتحول إلى عادة نعتاد تكرارها، وقد تنتهي ممارستنا لها فور انتهائها فتسمى "تجربة".
فكيف لتجربة لم ترقى لمرتبة العادة أن يكمن في فحواها السوء وقد يصل سوئها إلى مُعضلة تؤرقنا طيلة حياتنا ولن ننساها وكيف لها أن تُصبح "شهادة ميلاد" نستعيد بها أرواحنا من جديد!.
مقياس أي تجربة
مقدار السوء الذي تُخلفه أي تجربة يتحدد بعدة عوامل فهي عادةََ ما يُشاركها أشخاص في بقعة زمنية ومكانية محددة تعبر أرواحنا فتلتقي بنا في مواقف ما عندما نكون في حالة وبقعة زمنية ومكانية أيضََا، فهي تختلف بـِ إختلاف الأشخاص والأمكنة وبالطبع الأزمنة.
تمهل صديقي وأعد صياغة المعنى وأجبني، هل صادفت موقفََا مع أحد الأشخاص أعاد إليك نفس شعورك بموقف مشابه مع أشخاص آخرين بـ إختلاف بعض السيناريوهات؟ إذا كانت إجابتك: نعم، فأنت - أصُدِقك الحديث - قد تكون جذبت نفس الأشخاص ذو الطبائع المتشابهه، وهذا يحدث عندما تمر بنفس التجارب أو قد لا نكون تغيرنا بالقدر الكافي لـ نضجنا العمري فنواجه أحداثنا بنفس الذات وردود الأفعال التي عهدناها منذ زمن.
ما الذي يحدث عندما لا نتغير!
الذي يحدث حينها أننا نُصدم مثلما صُدمنا أول مرة، لكنها ليست المأساة في الصدمة… بل المأساة الكارثية في كم الندبات التي تتركها داخلنا، فقد تُلامس جُرحََا قديمََا كاد أن يندمل، نأتي له بضيف جديد يُزيده إيلامََا ويُصبح شفاؤه مرهونََا بمعجزة إلهية نادرة الحدوث.
وما الحل كي لا نزيد تجاربنا سوءََا؟
أنت تتعامل مع نفس بشرية تختلف تمامََا عن أي كائن حي، فهي ليست كـ هرة صغيرة يسهل ترويضها واخضاعها لرغباتك، فـ لكي لا تزيد الأمر تعقيدََا وتجاربك سوءََا:
- اخفض سقف توقعاتك في البشر ولا تعتبر كل ما يتفوهون به وعدََا وقف التنفيذ، ولا تتوقع منهم أي صنيع حتى لو أقسموا لك على فعله… لا تصدقهم… فما هي سوى عنفوان أرواحهم المراهقة ولذة الحُلم.
- يتحدد سوء التجربة بمقدار خوضك لها، فمنا من يخوضها بـ "كله" فيستهلك كل حواسه وخلجات نفسه معها فيخرج منها خالي الوفاض ممتلئ الثقوب، ومنها من يخوضها كاملََا ويخرج منها عزيزََا لا يُقرض البعض إلا بعضه فيخرج منها أكثر نضجََا وخبرة، فـ إتق الله في نفسك ولا تدخل قلوب البشر بـ كاملك " أحبب حبيبك هونََا".
- قد تتأثر التجربة بمدى ابحارك فيها، فتجد التجربة الطفولية مع صديقك والتي طالت فيها العِشرة وكثرت بها الأحداث تؤثر في نفسك أكثر من تجربتك مع زميل عمل لا يشترك معك في غير شؤون عملكم… فـ خفف مُخالطتك لـ تقلل وقت تعافيك عندما تنتهي تجربتك الانسانية مع أحدهم.
هذه ليست سوى بعض من حلولنا البسيطة التي نحفظ بها قلوبنا من الخذلان لكنها ليست الوحيدة فأنت تستطيع أن تختلق حلولََا أكثر تلائمََا مع روحك وفكرك، فـ كل منا بصمة مختلفة مميزة لا تتشابه مع أحد.
-
Lamis Moussa Diabامرأة بـِ أُمة
التعليقات
يا ليك من مبدعة .. حكيمة فيما ذكرت اعلاه ... وهذا ما يمكن أن نطلق عليه التأقلم والتكييف مع مجريات الامور ...
تمنياتي لك بتوفيق بكل خطوه لنجاح دمتي ودامت حروفك
تحياتي لك