" أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا "

 إن القيام بأي عمل أو نشاط أو مرافعة في حياتنا, يتطلب بالدرجة الأولى تحديد الأهداف, لمعرفة ماذا نريد أصلا. ووضع خطة العمل التي ستمكننا من تحقيق تلك الغاية, بمعنى أدق, كيف سننفذّ ؟ و أين؟ ومتى؟ ومن هم المتدخلون؟

مما لا شك فيه, أن تحديد الأهداف بطريقة ذكية يعد ركيزة أساسية من ركائز النجاح. وهي أنجع الوسائل لتحقيق ما نصبو إليه.

لكن من المؤسف جدا, أن نجد أغلبنا يضع أهدافا مبهمة, غير محددة وغير واضحة. بل هناك من يترك حياته تنساق بدون هدف أصلا. لندرك في نهاية المطاف أن الناجحين في تحقيق ما يصبون إليه, هم أولئك اللذين تمكنوا من وضع أهداف محددة ومفصلة, ووضعوا خططا عملية لتنفيذها.

المقصود بالهدف

• هو ما يسعى الفرد من أجل تحقيقه

• هو النتيجة الحاسمة التي يسعى إليها الفرد

• هو نتيجة نهائية قابلة للقياس والملاحظة عن طريق القيام بمهام محددة في الزمان والمكان

• القصد الذي يرجى الوصول إليه وتحقيقه

عموما, يمكن القول أن الهدف هو خطوة متدرجة وواقعية نحوى تحقيق رؤية محددة وقابلة للقياس.

حدد أهدافك

من المؤكد جدا أننا بحاجة إلى تحديد أهدافنا, لكن قبل ذلك دعونا نتفق على أن نقص الوقت ليس هو المشكلة التي تحول دون تمككنا من القيام بذلك. بل هو نقص الادارة والاعداد والتخطيط.

فالكثير منا يفتقر لهذه الاليات أو يجهل أهميتها. بل هناك من يخاف أصلا من تحديد ما يريده, خوفا من الفشل فيه. كلها اشكاليات تفرض علينا البحث عن استراتيجية واضحة تمكننا من تحديد أهدافنا وإعادة صياغتها بشكل دقيق وذكي.

فكيف تصبح محددا بوضوح؟

1. حدد ماذا تريد بالضبط : حدد أين أنت الان؟ وأين تريد الوصول؟

2.تجنب الخوف  : كن واثقا بنفسك ولا تخف من الاخفاق في الوصول لهدفك. 

تذكر دائما أن الفشل ق يكون بداية حقيقة للنجاح

3. دون أهدافك : لا تتردد في تحديد قائمة للأهداف التي ترمي تحقيقا, أكتبها هدفا بهدف تم صنفها حسب الأولويات

4. حدد موعدا مقبولا للوصول للهدف

5. حدد منفعتك من تحقيق ذلك: ما مدا أهمية الهدف في حياتك؟ لماذا يعد تحقيقه مهما؟

6. تصور العراقيل و العقبات التي يمكن أن تواجهك, وفكر كيف يمكن تجاوزها

7. لا تنس تحديد المتدخلون: من سيساعدك؟

8. ضع خطة عملية : كيف سيتحقق الهدف؟

اجعل أهدافك ذكية

"إن الانسان الذكي هو الذي يتعلم من كل شيء ومن كل أحد" (سقراط)

من المهم جدا أن يحدد كل منا أهدافه, ومن المهم كذلك أن يكون طموحنا كبيرا من أجل تحقيق تلك الأهداف. لكن الأهم أن تكون خطواتنا نحوى تحقيقها ذكية, مدروسة.

"SMART " من أشهر الطرق لصياغة الأهداف بطريقة ذكية

وهي مختصر لعدد من الكلمات, تمثل المعايير التي تساعد في تحديد الاهداف بشكل فعال و دقيق

 الحرف الأول : (S : specific) وتعني أن يكون الهدف محددا

ـ أن لا يكون عاما ولا مبهما

ـ أن يكون بسيط وواضح ومفهوم

ـ أن يخبرك بماذا تريد

 الحرف الثاني : (M : Measurable) وتعني أن يكون الهدف قابل للقياس

ـ أن يتضمن معايير للقياس الكمي

ـ إمكانية قياس التقدم النتيجة النهائية دون أي لبس

 الحرف الثالث : (A : Achievable) وتعني أن يكون الهدف قابل للتحقيق

ـ هل أنت قادر على تحقيق ذلك؟

ـ هل أنت مستعد لمواجهة العقبات والتحديات...؟

 الحرف الرابع : (R : Relevant) وتعني أن يكون الهدف مرتبط بغرض

ـ أن يكون الهدف مرتبط بغرض حياتي أو برؤية مستقبلية

ـ هل يتوافق مع إمكانياتك من الوقت والجهد...؟

 الحرف الخامس: (T : Timely) وتعني أن يكون الهدف مرتبط بإطار زمني

ـ أن يكون للهدف وقت بداية ونهاية واضح

ـ هل هو مرتبط بغلاف زمني واضح

كيف ننتقل من أكثرية هائمة إلى التحديد بوضوح

أقترح عليكم هذه الصياغة التي سأقوم من خلالها بتحويل هدف عام, غير واضح إلى هدف دقيق وذكي. وهي من يبن التجارب الشخصية التي قمت بها أثناء استفادتي من المساق التدريبي عن بعد حول تقنيات المناظرة و اليات المرافعة المنظم من طرف معهد الفضاء المدني ومركز الشباب للأبحاث والتنمية.

لنفترض على سبيل المثال أن شخصا يهدف إلى تنمية قدراته اللغوية

إنه بطبيعة الحال هدف عام, مبهم ولا تنطبق عليه معايير الأهداف الذكية. لكن لو قلنا مثلا أن هذا الشخص يهدف إلى تنمية قدراته التواصلية باللغة الانجليزية , فإننا بذلك قمنا بتحديد الهدف بشكل واضح. لكن رغم ذلك يبقى غير قابل للقياس. لذلك قمنا بإعادة صياغته من جديد فأصبح هدفه تعلم 50 تعبيرا من التعابير الأكثر تداولا للمحادثة باللغة الانجليزية.

دعونا نتفق الان على أن هذا الهدف أصبح محددا, قابلا للقياس ويمكن تحقيقه كذلك. لكنه غير مرتبط بإطار زمني. وهو من المعايير الأساسية للحديث عن الأهداف الذكية. مما يفرض علينا مرة أخري إعادة صياغته وتطويره , فتصيح صياغته النهائية على النحو الاتي:

"تعلم 50 تعبيرا من التعابير الأكثر تداولا للمحادثة باللغة الانجليزية خلال الخمسة الأشهر المقبلة"

                                                          تقرير عبد اللطيف بولمال , (المغرب , يناير 2020)