تتردد بعقل مريم أصوات ماكينة عد النقود
،وأصوات العملاء بالبنك ،وأصوات العاملين وأفراد الأمن.
الساعة الآن الثانية بعد الظهر.
يبدأ الان غلق باب البنك الرئيسي.
تجلس مريم علي كرسى أمام منضدة صرف النقود ،وا مامها جهاز كمبيوتر تقوم بإدخال بينات العملاء عليه،وعد عشرات الاوراق النقدية بإستخدام جهاز عد النقود.
تتوقف للحظات نتيجة التعب وضغط العمل ،فهى تعمل من الساعة الثامنة والنصف صباحا بلا إنقطاع.
يتبادر إلى ذهنها آمال تكوين الأسرة ،فمعاد زواجها بعد شهر ،فهى مخطوبة لطبيب يكبرها بستة أعوام،يتسم بالخلق والطيبة والجد في عملة.
تستكمل عملها بعد مدة لا تتجاوز الدقيقة من الشرود والتحليق في سحب الأحلام الوردية.
تنهى مريم عملها الساعة الخامسة مساء،تخرج وهى مرتدية زى البنك وتحمل حقيبة على ظهرها.
لا تكاد مريم أن تجتاز الشارع الموازى للبنك حتى تفاجئ بشخصين يركبان دراجة نارية ،يقومات بالتضيق عليها ويحاولان العبث بجسدها النحيل الذى لا يحرك أى ذرة من الشهوة داخل الأنسان السوى.
وعندما لا تمكنهم من جسدها،يقوم أحدهما بجذبها من حقيبة الظهر التى ترتديها،لينتهى بها الحال تحت عجلات السيارات المارة في الشارع.ترتقى روح مريم إلى بارئها ،بعد خمس دقائق من المأساه.
يتم القبض على الجناة في غضون يومين،بعد مجهود يستحق التقدير من رجال المباحث.
ليتم تقرير المحكمة أنها محاولة سرقة ،وأن القتل غير متعمد ،ليحكم على الجناة بسبع سنوات مع الشغل،ليخرج الجناة من السجن كالوحوش الضارية ليكملوا ما بدؤه.
ليصبح السجن ليس للأصلاح ،ولكن كالمعهد لتخريج عتاة المجرمين.