عيدان الثقاب لا تشتعل إلا إذا آحتكت بسطح خشن ، الذهب لا ينقى من الشوائب الا بالصهر و الإذابة
كذلك نحن لن نبلغ المنازل العلى في الدنيا أو في الآخرة على حد السواء إلا بعد الشدائد و المحن .
صبرك علي البلاء و الأذية يمنح لروحك قوة و طاقة تستطيع بها ان تنير طريقك و طريق غيرك فتكون شمعة في ظلمة ليلة شتوية غير مقمرة .
إن الانسان لا قيمة له إن عاش بغير قضية و لا مبدء هذا إن صحت نسبته إلى الإنسانية أصلا فإن عاش بغيريهما أضحى حاله كحال الأنعام أكل و شرب و تكاثر ..
و إن للابتلاء و الشدة التي تصيب المرء من اجل قضيته لذة و نشوة لا تقدر بثمن .
فقد سئل بلال بن رباح : ما أصبرك على العذاب يا بلال
قال : إن للعذاب لحلاوة
نعم إن للعذاب في سبيل قضية عادلة حلاوة
و الموت في ذلك عزة و شهادة
و الأسر في ذاك الطريق مفخرة و ريادة
كن كالبذرة الصالحة أينما غرسك الله أينع و أزهر
تشبث بقضيتك و توحيدك و عض عليها بالنواجذ و ليكن حالك كالقابض علي الجمر
آسع الي الريادة و القمم و لا ترض بحياة الخنوع و الآنبطاح
خذ العبرة من أناس كافحوا لأجل قضية دنيوية و مكاسب لامتهم أمثال ڨيفارا و ماندلا و غيرهم الكثير ذكرتهم لأحفز همتك هؤلاء قاوموا و تحملوا من أجل قضية دنيوية فواحد من أجل الإشتراكية و الآخر من أجل العنصرية و دينك و مبدؤك أرقى و أنبل و أعدل و أنفع للبشرية حتى و لو لم ترتقي ألبابهم لمعرفة ذلك
عش و مت لأجل هدف كن تلك اللبنة في صرح قلعة تحمي بيضة المسلمين
لا تزدري مجهودك و كن داعيا لقضيتك على الدوام لعل الله يفتح بصيرة أحدهم على يدك
و لا تبخل و لا تعجز فالنبي بدأ لوحده فأنشأ أمة حكمت العالم ربما تموت و يموت أبنائك و أبنائهم و لا تتحقق القضية إلا من بعدهم أعد لذلك اليوم من الآن كن درجة في سلم الوصول .
ضع الجنة نصب عينك و آعلم أن الله لم يخلقك عبثا إنما لأجل أمر جلل
فلا تكن عبثيا و عش لتثبت لنفسك و للناس حولك و لربك أنك أهل للجنة و أن لديك قضية تموت دونها و ترخص لها الغالي و النفيس .
اكتب هاته الكلمات لتأزرني و إياك و تدفعنا الي الثبات في طريق كثر فيه المرجفون و نكص على اعقابهم فيه الكثيرون و طال الامد و كبرت المشقة و قلت العزيمة و بعد الهدف فآنتكس العديد فلا تكونن في خانتهم يا رفيق .
آثبت و قاوم فالمجد لمن قال للظلم لا .
نعم قاوم ، قاوم حتى الجنة ..
قلم خليل بن علي
-
خليل بن عليكاتب تونسي مهوس من موالد 1995 تقني في الاعلامية و ناشط حقوقي و عضو في منظمة العفو الدولية و مدون في العديد من المواقع و المنصات العالمية و العربية
التعليقات
شمعة في ظلمة ليلة شتوية غير مقمرة . لك .. ولغيرك
سلمت يداك ...اخي الكريم خليل
مقالك جميل جدا أخي الكريم..روحانيات عالية..أسلوب سلس يشد القارئ،أعجبني..في انتظار مقالك القادم