بداخل كل انسان خلق الخالق سبحانة مقياسا للمشاعر ليميز به كل انسان الكم الهائل من المشاعر التي تعرض عليه, بعبارة اخري حتي يقوم بالتمييز بين الكلمات و الافعال الصادقة و الغير صادقة التي يتعرض لها في حياته اليومية.
عندما يقوم شخص بفعل او كلمة معينة يقوم ذلك الترمومتر الداخلي بتقيم مدي الصدق في الكلمة التي قالها او الفعل الذي قام به و تكون تلك العملية –عملية تقييم صدق الافعال و الاقوال- عملية لا ارادية اي لا دخل لك بها فانت لا تصدر امرا داخليا حتي تتم عملية التقييم انما هي تتم داخليا بمجرد ان تعرض عليك كلمة او فعل يحتوي علي احاسيس كأن يقوم احد المارة في الشارع بطلب نقود منك متحدثا عن مدي فقرة و حاجته فيقوم ذلك الترمومتر بداخلك بتقييم مدي صدقه في الكلمات التي وصف بها حالته و يصدر عن ذلك التقييم احساس لديك اما بالشفقة علي حالة و الرغية في مساعدته او بانه شخص كاذب و يختلق تلك القصة ليثير شفقتك علية.
الامثلة علي المواضع التي يعمل بها ذلك الترمومتر كثيرة لا حصر لها علي سبيل المثال قد يقوم شخصين بنفس الفعل او القول و تتقبل الفعل او القول من احدهم و تبغضه من شخص اخر كان يقول احد الاشخاص لامرأة انها جميلة فتتقبل هذا الاطراء منه و تبتسم و تشكره و هي تشعر بالسعادة, و قد يقول اخر نفس الكلمة- انها جميلة- فتتجاهله و تغضب منه ففي الحالة الاولي الترمومتر الداخلي لتلك المرأة اخبرها بان ذلك الشخص مهذب في حديثه و صادق في مقصده, اما في الحالة الثانية احست نتيجة لتقيم الترمومتر بداخلها لكلمة ذلك الشخص بأنه شخص غير صادق و انه يريد بهذه الكلمة معني شهواني علي غير الدلالة الاصلية التي تحملها كلمة انتي امرأة جميلة. مثالا اخر علي ذلك ان تجد شخصين يبكيان علي نفس الموضوع فتتعاطف مع احدهم و تصدقه بينما لا تتعاطف مع الاخر لشعورك بكذب دموعه.
البشر غير متساوين في قوة هذا الترمومتر بداخلهم, فيتحدد قوة هذا الترمومتر بمدي الرحمة التي يتمتع بها ذلك الشخص مع كل من حوله و شعوره بهم, و تطبيقا علي ذلك عندما يكون الشخص قاسي او منعدم الاحساس يكون قوة الترمومتر الداخلي لديه في ادني درجاته و لا يستطيع التمييز بين الكذب و الصدق في افعال و اقوال المحيطين به و يكون تقيمه لهم تقييم عقلي او سلوكي بحت لأن الترمومتر بداخله معطل! و ذلك هو الشخص المادي الذي يتعامل بالافعال متجاهلا العواطف او غير قادر علي استخدامها لندرتها عنده. اما الشخص الرحيم الذي يشعر بكل من حوله انسانا كان او حيوان يكون الترمومتر بداخله في اعلي درجات قوته و يكون عنده قدره كبيرة علي التمييز بين الصدق و الكذب في المشاعر التي تعرض عليه.
علي ذلك يكون قوة الترموتر الداخلي لديك الذي يعينك علي الحياة الذي بغيره تكون تائة في زحمة المشاعر التي تعرض عليك يوميا متوقف علي مدي الرحمة التي تتمتع بها, و الجدير بالذكر ان اصحاب نفس الدرجة في قوة ذلك الترمومتر الداخلي-و نفس الدرجة من الرحمة بالتبعية- ينجذبون لبعضهم فتجدهم ازواجا و اصدقاء.