لمّا أقلّب ناظريّ عينًا على بيوت الشّام وقد دُكّت على ظهُورِ أصحابِهَا واختلطت دمًا وأديمًا فلمْ يبقَى من صدَى الدّار إلا آخرُ ضحِكات الصّغارِ قبل عامِ حرب..
وأهلُ الحقّ أشلاؤهم تبعثرت بأرضِ الله وزيّنت السماء ..
لا تلملِمُ بقاياهُم البشرية "قمّةٌ عربيّة" تشرّبت الذّل حتّى انتشت ،ولا منظّمةُ دفاعٍ عن حقوق الإنسان"نصرانية" تكحّلت وحلّت بدارنا تفتِننا ..
وعينًا على فلسطينة، يا وجعي، لو تَحدّثُ الأبوابُ عن طَرقاتِ العدَى، لو تحدّثُ الساحاتُ عن أكفّ الردى، تنادي أهلها كلّ حين "هيتَ لك"..
وأُخرَى في جزيرة العرب، فيها خيراتٌ حسان، غيْرَ أنّها بعدُ تدفعُ الجزية للذين جعلوا للّه ندّا , يبكونَ نكباتهم و يطربون لنكباتنَا .. كأنّنا ما كنّا، فلا نحنُ منهم ولا هم منّا..
ولا تدري ! لعلّهم، في سرّهم، يتعبّدونَ صنمًا أشقر .. عدَا أنّ بعضَ طقُوسِهم لاحتْ علنًا ..
قِبلةٌ للمسلمينَ وللمجرمينَ أيضًا .. ولمّا سُمِعَ للشعُوبِ حفيفًا تتلمّس فيهم حزمَ الفاتحين، الواقفينَ لحدود الله، تتطلّع لأن ترى بأرضها غبارَ الغزاة .. قال واليها -حَفِظ الله مُلكه- نوينَا الذّب عن أوطاننا .. فأحَاطَ كرسيّ عرشه بسلاسل ومقاصل أُعدّت للمُتّقين .. فحمى كُرسيّه وقال "على الله أجرُ ما نَوينا" وقَام أعلامُ الأمّة يصفّقون !!
وممّن ناوءهُم كثيرٌ فلا الكويتُ أضحتْ بعد الدّجى كويتًا, ولا الإماراتُ أخرستْ للباغينَ صوتًا..
والأردنُ!! بـالأمسٍ المنصَرم رقدَ على حدودها الشائكَة طفلٌ من أصلٍ دمشقيّ و شقراءُ ذاتُ جدائل سمعتُ أنها من حلب .. وبدَل الضّيافة قال واليهَا -أدامَ الله ملكه- خذوا لهم السلكَ الشائك والحطب .. فجزاهُ الله خيرًا علَى حزمة الحطب..
وبلادُ المغربِ العربيّ أقضّ مضجعها قضايا "الأسرة و المرأة" .. قد يخيّل لبعضكم أنها دونَ قَضايَا الأمة، كلا بل هي الأساس و ماهي قضايا الأمة ؟ كريشة في مهبّ الريح ..
ولنْ يهنأ لهَا بالٌ حتَى تزرع المرأة وتحصد هكتارًا كأخيهَا، فتتنفّس حكوماتنا الصعدَاء و ينجلي همّها و تهفتُ حرقتها و تقرّ عين حليفتها..
إذًا فحالُ أمّتي العربية كالآتي : لا مراكبُ غزة جاوزت الموانئ , ولا زيتون يافا عاودتهُ المعاول, وياسمين الشامِ طاحَ عنِ الجدائل، ولا طالتْ بأرضِ الحرمينِ السنابل، ولا بغدادُ عادت لصوامعها البلابل..
فلنْ نتجاوز أن نقف نعزّينا , ننعي سقوطَ أمجادنا و الأبصارُ ترمقُ ..
-
شيماءثم يُصبح في قلبك سلام.. مثلَ شجرة طيبة في ارضٍ بعيدة، عُمرها ألف عام، لا يعرفُ سبيلها إلا أنت ومن تُحب، وطير السماء…
التعليقات
لم اجد كلمات تستطيع وصف جمال كلماتك ..
ابدعت حقا
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَدِمَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ ، فَسَمِعَتِ الأنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ ، فَوَافَوْا صَلاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ ، فَتَعَرَّضُ لَهُ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : " أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ ؟ " قَالُوا : أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ " . وهذه هي المصيبة وكفا
دام قلمك. وفي انتظار كتاباتك القادمة.