هناك شرخٌ فى كل شئ .. ومن هذا الشرخ يدخل النور ..
مادُمنا على قيد الحياة .. فهناك فرصةٌ جديدة تولد مع بداية كل صباح ..
نشر في 04 شتنبر 2018 .
《اللى بيتكسر عمره ما بيتصلح》 .. 《أى حاجة فى الدنيا نقدر نتخطاها إلا الخُذلان خاصة لو كان من أقرب الأقربين 》 ..
اثنتين من أكثر العبارات التى تصف حالة من انعدام الثقة فى الشفاء مما أصاب القلب من وهن ناتجٌ من تتابع الضربات عليه ..
إننا نسير فى الحياة على عدة مراحل ننتهى من واحدة إلى أخرى إلى أخرى حتى تنتهى حياتنا مثلما كُتبت تتضمن كل المشاعر السلبية التى تُرهق القلب ( الخُذلان - الخيانة - الكذب - الفراق - الإنكسار - القسوة ) وغيرهم مما يستنزف القلب خطوة بخطوة ..
《لكل شِدةٍ مُدة》 .. أتذكر جيداً أننى كلما مررت بمأزق وأُُغلقت جميع الأبواب أمام عينى أتذكر كلمات جدى أن كل ما نمر به ما هو إلا لحكمة نجهلها ولكن فى نهاية المطاف حتماً سنعلمُ الغاية منه ومن ثَم نشكر الله ونحمده..
أرى أن الكثيرون يستنكرون فكرة أنه كيف لوجع ولحزنٍ ولمصيبة أن تكون لحكمة لصالحنا ..
أخبرنى أحدهم عن عدة أناسٍ أصابهم الحزن والخذلان بطرق مختلفة لكنها تركت طابعاً ليس هيناً بداخلهم ..
١- سقوط مفاجئ رغم سهر ليالٍ طوال مكللة بالتعب للدراسة لنيل حلم كان دوماً أمام عينيها .. تحطمت بكت قدمت شكوى لله وهى مليئة بالحيرة والإنكسار .. الآن بات كل شئ أمامها أسود كظلام الليل وغفلت تماماً ان هناك فجر ينتظر زوال ليلها ليستقبلها بشمس نهارها .. بعدما تجاوزت مرحلة الشكوى انزوت حتى تدعو الله مرة ثانية حتى يكتب لها عوضاً عن كل هذا .. وقد كان .. جامعة عادية ليست ممن يسمونها "كليات القمة" .. درست وثابرت حتى وصلت لما هو أعلى من حلمها الأول .. تذكرت حديث والدتها أن لكل ليل فجر خاص به ..
٢- فتاةٌ هشة وقعت فى الحب مرات عدة 《 لنعتبره حباً مجازاً .. لجهلها ما هو الحب .. ولصغرها عن التفريق بين الانبهار والتعلق .. والحب 》 .. كانت تبذل كل طاقتها تتحمل ما لايُطاق ظناً منها فى كل مرة ان هذا واجب عليها .. وحينما تنقطع العلاقة كانت تبكى بكاءً مريراً ظناً منها أنها أخطأت وقامت بالتقصير .. شرخ استوطن قلبها وأبى الانصراف عنه .. حتى عرفت أن كل هذا ما هو إلا ناتج عن سوء الطريق الذى تختاره.. استسلمت لله كاملة يدبر لها حياتها..كُوفئت بأعظم مما تتمنى .. " من هذا الشرخ .. دخل النور " ..
-قرأت فى إحدى المرات عبارة لبرنارد شو ..《 السعادة ليس مكاناً .. بل هى اتجاه》..
إن انتظرت شخصاً يُدخل السعادة على حياتك فمن الممكن أن تنتظر عمراً بأكمله دون جدوى .. إن انتظرت نجاحاً تحققه حتى تفرح .. من الممكن أن تُفنى حياتك دون لحظة فرح واحدة ..ان انتظرت فرحاً ملموساً فى يومك من الممكن أن تخسر يوماً من حياتك بلا فائدة .. لا أقول أنه لابد أن تنسي النجاح وألا تتمنى شخصاً يمسك بيديك لنهاية العمر .. وألا تتمنى الفرح .. ولكن كن دوماً جامعاً بين عقلك وقلبك بميزان متكافئ ..
قرأت لميرنا الهلباوى 《بوست》 تقول فيه أن والدتها أخبرتها يوماً أن تكف عن البحث عن الحب .. وحينها فقط ستجده يطرق بابها .. وبالفعل حدث ..
صديقة لى كنا نتحدث يوما وإذ بها تقول 《دوماً كنت أنا الطرف الذى يتحمل لنهاية المطاف..حتى هلكت تماماً وحينما قررت الرحيل بما تبقي منى اتصفتُ بالأنانية والتكبر والسوء وكل ما هو مرهق لى .. ولكننى سعدتُ لكونى أخذت منحنى آخر غير الذى كنت محاصرة فيه ..》
جميعنا نستضعف أنفسنا حتى وصلنا لأن نكون ضعافاً بالفعل لا نقوى على الرحيل خوفاً من الوحدة .. الألم ولكن غفلنا عن حقيقة أن الوحدة أفضل بكثير من وجود باهت مصمت لا حياة فيه ..
كل مرحلة نتعرض لها تحمل شرخاً بداخلها تماماً كلوحة فنية غاية فى الجمال كلما رأيتها من بعيد ازدت شوقاً للقرب منها وعندما اقتربت رأيت شرخاً بسيطاً ومع علمك أنه سيؤذيك.. وضعت يدك فوقه حتى جُرحت .. ومن ثم تلعنها هى وصاحبها..ما بك أليس أنت من اخترت الاقتراب..للتجربة.. منذ متى كان القلب محلاً للتجارب ؟؟
《 ولكن آفة حارتنا النسيان》 جملة قرأتها لنجيب محفوظ تصف صعوبة النسيان بالآفة التى ما تلبث أن تتشبث بك لا تتركك حتى تودى بهلاكك .. لكن هناك ترياقاً حديثاً لكل آفة .. حتى النسيان له ترياقاً خاصاً به .. لكل منا ترياقاً لا يصلحُ لغيره .. فأبحث عن الترياق الذى يلائم قلبك ..
وتذكر دوماً أن بكل مرحلة شرخٌ خاص بها .. ولكن النور يدخل من هذا الشرخ حتماً ..
التعليقات
بداية موفقة. في انتظار كتاباتك القادمة.