ساعات قليلة بعد المشهد (التمثيلي) المروع لمقتل عدد من المصريين العاملين في ليبيا علي أيدي جماعات تنتمي لما يسمي تنظيم الدولة الإسلامية (بداعش) ؛ إلا و انطلقت الطائرات المصرية ؛ تضرب نقاط في مدينة درنة الليبية ؛ قال المتحدث باسم الجيش المصري أنها قواعد ومخازن أسلحة لما يسمي بداعش .
السلطات المصرية لم تعطي لنفسها الوقت الكافي وتتريث كي تتأكد من صحة ما تم نشره من فيديوهات القتل ؛ حتي لا تصبح عرضة للانتقاد لأقدامها علي تدخل عسكري في دولة ذات سيادة ؛ فكان نتيجة تعجلها في الرد أن أوقعت الضربات مدنيين بين قلتي وجرحي لا ذنب لهم ؛ كما أن السلطات المصرية لم تكلف نفسها حتي التنسيق والتشاور مع دول الجوار الليبي واستطلاع رأيها فيما تنوي أن تفعله حتي تنطلق في قرارها من موقف شبه جماعي ؛ ومن ثم تجد لنفسها ضوء تستطيع النفوذ من خلاله للمجتمع الدولي لتبرير فعلتها الغير مبررة أصلاً ؛ بدلا من التسرع والتورط عمل ستظل تبعاته وانعكاساته السلبية علي العلاقات بين الشعبين المصري والليبي ممتدة بلا شك ناهيك عن النظرة السلبية للسياسات المصرية الخارجية.
لكن ما اثر استغرابي في هذه الحادثة تحديداً ؛ هو المواقف الحازمة التي اتخذتها كل حكومات دول الجوار الليبي ؛ الجزائر و تونس والسودان ؛ حيث أعلنت بدون استثناء رفضها للتدخل العسكري في الشأن الليبي كحل وحيد للأزمة هناك ؛ وهي مواقف تستحق كل التقدير والثناء والبناء عليه ؛ وتعبر بالدرجة الأولي عن تقديم المبادئ علي المصالح. والرؤية الإستشرافية للوضع المعقد في ليبيا ومدي خطورة اتخاذا الحل العسكري الخيار الوحيد.
ففي الجزائر برغم قيادتها ذات الخلفية العسكرية ؛ وتاريخ معاناة الجزائر لسنوات من جماعات التطرف الديني ؛ و خطوط التماس في المصالح بينها وبين السلطة المصرية في الفترة الأخيرة ؛ لم تمنعها من الوقوف أمام تطلعات الجنرال التوسعية .
وتونس بالرغم من الخلفية العلمانية لرئيسها ورئيس وزرائها ووجود جماعات متشددة علي أراضيها ؛ تظهر بين الحين والآخر ؛ إلا أنها وقفت أيضا موقفا حازماً الرافض للتدخل المصري العسكري في ليبيا .
والحال لا يختلف كثيراً في السودان فالرئيس السوداني تتجاذبه أحزاب ذات مرجعية دينية وعلمانية ويسارية إلا أنها أيضا رفضت التدخل العسكري كحل للصراع في ليبيا
في تصوري أن الدول الثلاث كانت في حاجة لمثل هذه الدعوي التي ساقتها مصر لمحاربة الإرهاب ؛ لتطلق يدها لمحاربة جماعات التطرف الداخلية ؛ لتجفيفه خارجياً ؛ وتقدم نفسها للمجتمع الخارجي علي أنها تحارب الإرهاب ؛ لكنها جميعاً ؛ آثرت تقديم مصلحة الشعب الليبي ومستقبله و مبادئها بالدرجة الأولي القائمة علي احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شأنها الداخلي ؛ برغم من مصالحها المتشابكة مع القيادة في مصر .
-
رزق محمد المدنياتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...