آويآ الي تلك الغرفة القاتمة.. شبح السواد خيم علي ظلال الغرفة.. جداريات سوداء منقوش عليها ظلال غريبة.. 

مستندا ظهره علي اعتاب جدار الحائط.. مسدلا رأسه علي كفيه.. 

ورقة بيضاء مسجاة علي جانبي الحائط تحوي اياه رسالة من مجهول.. 

حبر منقوش و بعثرات اقلام خطت نص الرسالة.. 

              الرسالة الاولي (1) 

الليلة كانت مشئومة للغاية.. لم اعد احتمل ذلك الصياح الذي يدوي في رأسي بقوة.. انين صامت اويآ الي اعماقي مسدلآ اياه.. عيناي ما عدا تبصر سوي الظلام.. آويآ حبيسآ في تلك الغرفة السوداء.... 

يقترب مني بخطاه المترقبه لا ابصره بعيناي و لكنني تدوي الي اذني اصوات خطاه.. آنت ساعة الخوف.. سيقتلني الان خنقآ بيديه.. اشعر بالاعياء و الالام شديدة..  اوووه يبدوا انني اموت الان... 

الي هنا تنتهي الرسالة الاولي.. سابحآ اياه في عميق افكاره.. من خطت يداه تلك الرسالة يا تري.. تلمح عيناه امر غريب.. اثار اصابع ادمية جاثية علي رقبته..... 

صندوق خشبي آويآ علي اعتاب الغرفة..  مسجاة بداخله تلك الورقة الحاملة اياه رسالة جديدة.. 

ورقة سوداء خطي فيها بضعة افكار.. حوت رسالة جديدة... 

        الرسالة الثانية (2) 

لاذلت اراه رفيقآ اياه..  ظل اسود طويل و برفقته صبيته الصغيرة.. رجل مخيف لا اراه لطيفآ علي اي حال..  يدوي صراخه في تلك الصبية عميقآ جلا..  فتتواري خلفي الصبية المسكينة ذعرآ..

 فلا يتواني عن دفعي بقوة و ينهال علي الصبية المسكينة ضربآ بتلك العصا الغليظة.. حتي بصرتها بعيناي تلفظ اخر انفاسها.. و بكل برود واري جسدها اسفل الرمال.. ثم اختفي في الحال.. 

الي هنا تنتهي الرسالة الثانية..  ليقطع الشاب في حيرة مرة اخري.. تفاجئ عيناه باثار دفع الظل جاثية علي ذراعه.. 

اصوات طرق جاثية علي باب الغرفة..تبصر عيناه الطبيب و برفقته مجموعة من الممرضات..  

دفتر اوراق مسجي علي جانبي الحائط.. بضعة اقلام مبعثرة اياه.. يقترب منه الطبيب يقلب صفحاته لنجد الرسالة الثالثة.. 

     الرسالة الثالثة 

انهكت قواي من عمل الليلة كان الامر شاقآ للغاية.. كان لدي عدد من الكتب لزم علي الانتهاء من مراجعتها.. تاهت رأسي ببن غيابات الكتب و لازمني قليلا من الراحة.. اغمضت عيناي قليلا. و ارخيتها علي المكتب..لاشعر بتلك الضربة القاضية التي تلقيتها علي رأسي.. فصل رأسي بسهولة لاقي ساكنآ علي الارض.. غطت دمائي ارجاء الارض في اللحظة التي فر بها الجاني فورآ.. 

الي هنا تنتهي الرسالة الثالثة و عيناالطبيب تلحظ اثار دماء علي رقبة الشاب..  

يتجه الطبيب بانظاره الي عين الشاب.. 

الا تريد ان تساعدنا لنساعدك؟  

ماذا تقصد؟..  

 اعرف انك صاحب الرسائل؟  و لكن اريدك ان تعرف شيئآ تلك الاحداث مقرها عقلك الباطن فقط.. 

ماذا ارجوك انا...  

الرجل الذي بصرته يحاول خنقك هو الممرض الذي اتي لاعطائك حقنة مهدئة لانك كنت في حالة هياج كامل و لكن عقلك المريض صوره لك كذلك.. انت من حولت الانتحار بخنق نفسك.. اما الظل الذي يعذب الصبية حتي الموت فهو مخزون عقلك الباطني لاذل يذكر جيدا ما كانت تتعرض له اختك من ضرب من اباك حتي لفظت انفاسها في الحال ولازال داخلك عقدة الشعور بالذنب لعدم انقاذها من الموت لهذا تعذب فيك بالضرب.. اما الضربة التي تلقيتها علي رأسك حتي فصلته فهي رغبتك الداخلية في الموت.. ازح يا رفيق عنك شماع الحزن.. لازال بصيص الامل آت..