في سوريا هناك محورين نستطيع ان نقول محور الشر قوات نظام ومحور الخير قوات المعارضة ، هكذا يصور لك اعلام عن معارك في سوريا ، كما يصور المعارك في العراق ان داعش جاءت لنصرة اهل السنة وان الحشد جاء ليدافع عن الشيعة ، هذا كل ما يردده اعلام ولكن حقيقة تختلف كثيرا .
الحرب ليست حرب خير وشر ، وليست الغاية نصرة مظلوم ودفاع عن الضعفاء ، حرب ليست معارضة تمثل طموحات الشعوب او نظام يمثل طموحات احزاب .
الحرب هي حرب مصالح ، هي ان تضحي بكثير لتأخذ اكثر ، الحرب هي اداة لتنفيذ مطامع اناس لا يعرفون ان القناعة كنز لا يفنى .
حلب تدمر ويشرد اهلها ويقتل اطفالها ونساءها وهي تدفع ثمن انسانيته ليس الا ، ابرياء لا ناقة لهم فيه ؛ ولا جمل ، يعيش اهلها ذل نظام ؛ او اذلال المعارضة من اجل ارضاء من فقدو ضمائرهم .
موصل تدفع الثمن الغالي اهلها بين سبي وقتل واغتصاب ، يدفع الثمن ذاك الرجل الكاهل الذي يذرف الدموع على فلذة كبده لتسبى على يد وحش ، يدفع الثمن ذاك الاب الذي تدعي قوة الشر انها جاءت لتحميهم لتبين زيف ادعاءهم وكذب اقوالهم .
اليمن بين مطامع الإيرانيين التوسعية وتخوف السعودية ، يموت اطفالها جوعا ومرضا وقتلا ، يدفع ثمن الشعب الذي كان سعيدا يومآ لتتحول السعادة الى كابوس يطارد اطفال في ازقة تعزا وعدن وصنعاء .
متى نتعلم الدرس ، متى ندرك ان سلاح مجرد ماركة عالمية مسجلة بأسم اكبر الشركة الربحية والتي تؤمن ان السلام هي النهاية المخيفة لتلك الشركات ، لذلك يجب ان تكون هناك حروب ليكون هناك ارباح ، يجب ان تكون هناك دماء ليكون هناك حبر يطبع الورق اخضر ، يجب ان تكون هناك جثث ليصنع المزيد من رصاص ، يجب ان يكون هناك دمار لتتحرك فروع الشركات تصنيع السلاح للأعمار والاستثمار .
قميه الانسان في معارك الشركات الكبرى ومصالح الدول عظمة هي صفر في مقابل السلاح الذي قيمته 1 ، وكلنا نعرف ان صفر بحد ذاتها لا تعبر عن قيمة اي شيء ، لان اي شيء تضربه في صفر ستكون قيمته صفر ، فعلى سبيل المثل لو ضربة الحرية في صفر ستكون قيمة صفر على عكس رقم 1 اذا تم ضربها بالنفوذ ستكون نتيجة النهائية توسع وسيطرة ونفوذ تام ، لا قيمة للإنسان في تلك المعارك غير انهم وسيلة وليست غاية أي طرف من اطراف متحاربة .
نعم وسيلة ، فجثتهم مادة اعلامية دسمة في اقناع المجتمع الدولي بمدى وحشية احد الطرفين ، وتجوعيهم دليل على مدى ضعف الطرف الاخرى في توفير الحياة الكريمة ، وقتل اطفال دليل على مدى فقدان انسانيتنا ، لا يهتم احد عن كمية الجثث التي تسقط يوميا من اجل ازاحة النظام الدكتاتوري واستبدالها بالديمقراطية الدكتاتورية ، وكذلك لا يهتم النظام بقصف المستشفيات ، او اطفال الذي يموتون جوعا وبردا وقصفا ، المهم لديه ان يبقى هو قائما ودائما .
اجسادنا و اروحنا و امنياتنا واحلامنا وسيلة يستغله من يدعي نصرة المظلوم ، ومن يدعي الدفاع عن الضعفاء ، لتحقيق غايتهم المنشودة.
-
Ashraf ALrekanyانسان يعشق الكتابة , ومغرم بقرأة الكتب.