هناك جنود على أرض القتال تجرعوا مرارة فراق أهاليهم وأحبائهم سعياً في تحقيق ما عجز عنه شعوب و دول بل مطلب ضروري في تكوين حياة طيبة وعيش رغيد ويسعون دائماً في تحقيق الأمن والأمان الكامل لكل من هو قاطن على هذه الأرض المباركة ، أبطال سوف تسطر اسمائهم بحروف من ذهب مدونةً في كتب التاريخ مرصعة بالألماس ومعطرة بالمسك والعنبر قصص خالدة سيتذكرها جيل بعد جيل فمن واجبي تذكير نفسي بدورهم الجبار والعظيم في هذا اليوم الكبير .

ولكن هناك جنود استلقت على شواطئ الغفلة والكسل ومن واجبي أيضاً تذكيرهم بدورهم الذي لا يقل أهميةً عن غيرهم وهم جنود الفكر وصنّاعه الذي يكمن في كل شخص متعلم موقن أن الفكر السليم هو الأساس والسلاح الرادع ، فعندما يكون هناك جنود في أرض القتال تستعمل المدافع والصواريخ والأعيرة النارية درعاً تجاه كل كارهٍ وحاقد ، فهنا جنود لابد منها أن تستخدم سلاح الفكر في مواجهة كل فكر ضال ومنحرف يستهدف شباب وبنات هذا الوطن العظيم لكل منّا سلاحه ودرعه في الدفاع عن هذا الوطن المعطاء فالبعض سلاحه القلم والبعض سلاحه صوته والبعض سلاحه صنع يديه ، فالفكر الضال دائماً ما يجعل جهود أبطالنا في أرض المعركة يذهب سدى لو انتشر واستفحل في العقول ، ويخلق حالة من الظلام الدامس يحجب أي جهد أو إنجاز وانتصار يُحقق.

فإذا هناك جنود في ارض القتال فهنا جنود مقاتلين في ارض الفكر لابد منها ان تستيقظ وان تسعى في تنظيف بعض العقول الصغيرة والمريضة وتنمّي العقول الناشئة بنشر الفكر السليم والصحيح وتبين وتفضح الأفكار الضالة وما تسعى إليها من هدم لمبادئ الرحمة والسلام ونشر للرذيلة والهوان بين صفوفنا وخلق أفكار تستمد من رائحة الدم في كل عقل لا يميز بين خاطئ وبين صائب.

فلابد منا ان ننهض ونكون صداً منيعا لرد كل فكر يحاول تسميم عقل كل فرد من أفراد الوطن ونوقظ كل جندي نائم في سبات عميق ففي النهاية نحن حماة هذه الأرض الطيبة وجزء مهم لا نرضى بأن نكون الحلقة الأضعف في الدفاع عن وطننا وأمننا، فالحروب تغيرت ملامحها من سلاح ومدفع إلى حرب فكرية وإعلامية ومن قوة عسكرية إلى قوة اقتصادية وسياسية وفكرية فلغة الدم أصبحت خيار منبوذ ومقيت في ظل تقدم العالم نحو جيل خامس خطير .

خلاصة القول :

"إن قوة الكلمات تفوق أي قوة توصل لها الإنسان كالكهرباء أو الطاقة النووية لذلك كانت كلمات العلماء والأدباء والمشاهير والشعراء ورجال الأعمال والنقاد والمحللين أقوى من أي قوة على وجه الارض "

الكاتب / رائد العرجي