ذات يومٍ قرّرت اللّحاق بكِ ،مدّعياً أنّي أملكُ لكِ شيئاً …شيئاً لا أملكُ غيره ،ولا يملكه غيري …ولا يحتاجه غيرك
فنظرتُ عبر الغمام إلى حيث تشرق الشمس ،حيث أنتِ …و وجِمتُ ،كيف أصل هناك ؟كيف السبيل إليك؟ مدّعياً كنتُ،فأنا المحتاج لا أنتِ ،وأنتِ تملكين لا أنا …وأنتِ الشيء،أنتِ كلّ شيء
مُدّعياً كنتُ ،أتحسّسُ من أخباركِ ،أحلم أن يكون لي حظٌ فيها ،أو أُلقي إليكِ بخبري وإن لم يكن لي خبرٌ سواكِ ، مُدّعياً كنتُ لا أستطيع حيلة ولا أهتدي سبيلاً
وقد عُمّيت عليّ طريقكِ ،وقد أُحيط بكِ دوني ،حتّى أُنسيتُ ملامحكِ فلم يتبق لي منكِ إلا صورتكِ تلك مشرقةً ضاحكةً يتلألأ العالم كله على صفحة وجهك البريئة أذكرها فأسارع إلى إخفائها في ثنايا أضلعي مخافة أن تُسلب منّي ،وأتوهّمُ أني قد أدركت السبيل و أني سأمضي فيه إليكِ لا يمنعني عنكِ شيء ولا يعترضني أحد
آتيكِ ،فأجدكِ .. فأمنحكِ أو تمنحيني ،فأحيا ،فتشرقين.. فيتلألأ العالم ،أتوهّم فقط
فلا سبيل إليك، و مُدّعياً كنتُ…وقد كنتِ تقفين أمامي ،عيناكِ في عينيّ،تُلامسني يداكِ ،أسمع تردّد أنفاسكِ في أذني ،لا تكادين تفارقينني ولا تتحمّلين فراقي ولم أفعل من أجلك شيئاً ،ولم أفعل من أجلي لكِ شيئاً ،وتركتك وتركت ذكرياتكِ غوراً لا أستطيع لها طلباً،وها أنا الآن أدّعي …
لقد عملتُ من أجل ذلك،أُحْيِيكِ بي وأحيا فيكِ ،لا تنفكين عنّي ولا أستغني عنكِ،أراقبكِ وأزهو ،وأرافقكِ وتسعدين ،ثم لم ألبث أن تخلّيتُ عمّا ادعيتُ ،فقد أسأمتك منّي ومن حياتك ،بلا رغبةٍ،ولا شغفٍ لم أرض لكِ تلك الحياة فتركتكِ تمضين ،مُدعياً كنتُ …
حيث أنتِ ..تشرق الشمس ،يلمع الندى ،يتلألأ نورك ،لكن لا أحد يراكِ كما أراكِ ،لا أحد يحسب خصلاتِ شعركِ على جبينك، لا أحد ينبهكِ لها لكي تصلحيها بحركة يدكِ اللذيذة،فتلتفّ يدكِ حولها وتلتف معها نظرتكِ إليّ ترمقينني ببسمتكِ الشهية
ثمّ تمضين، ومضيتِ… وتسآءلتُ ،ماذا فعلتُ بكِ ،بل بي …أن أسلمتكِ
التعليقات
دام نبض قلمك.