مذكرات طبيب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مذكرات طبيب

  نشر في 06 فبراير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

حركات طارئة تنذر بحدث جلل في المشفي جرس الانذار يدوي في ارجاء غرفة العمليات كان بمثابة انذار جلل للأطباء مريض مسجي علي جهاز القلب يخفت دقات قلبه تدريجيآ كانت روحه قد فارقت الحياة اكلنيكيآ الا ان قلبه لاذال يخفت خفوتآ بطيئآ.. تدخل الممرضة مسرعة رحاها و بيديها كانيلا جديدة تحقنها في يد المريض لان الكانيلآ الحالية باتت اورمت ذراعه.. 

عند الغرفة باتت امرأة عجوز هرمة علي مقعد خشبي و قد حبست دموعها و هي تقرأ القرءان و هي تبتهل الي الله ان ينجي ولدها الوحيد.. 

- تجري الحياة بما لا تشتهي السفن - حقيقة كامنة المت بالحياه اياها.. قد نملك ربيع الاختيار الا ان ظروف القدر دائمآ لها رأي اخر و لا نملك الا التسليم بقضاء الله و قدره.. 

يقترب منها الطبيب الشاب - يحيي - و علامات الحزن ترتسم علي وجهه..  

البقاء لله يا سيدتي رحم الله فقيدك و اسكنه فسيح الجنة.. 

ينال الخبر من المرأة نيلآ تنهال الدموع علي وجنتيها يتمتم قلبها - آنا لله و انا اليه راجعون - 

يغادرها اياه الي غرفته باحثآ عن قدر من الراحة تاركآ المرأة المكلومة علي ولدها تبتهل الي الله.. 

الليلة الماضية باتت شاقة للغاية ليحيي كان لديه نبتشية في المشفي و لم يحظي بقدر من النوم منذ اكثر من ثمان و اربعين ساعة.. لاذال دائرآ بذهنه ربيع قصة الصبية المسكينة - سهيلة - التي حلت سكينة بالمشفي الليلة الماضية.. 

اخرج دفتره الصغير الذي آل به مذكراته اليومية ادار الصفحات ليري امامه تلك العبارة الجاثية - لم اري في محيايي مثل تلك الصبية الغندورة الخمرية - سهيلة- يطلق لقلمه العنان حتي خطي لنا تلك العبارات  الجاثية.. 

- بت منشغلآ اياها بقياس نبض حالة امرأة مريضة ريثمآ نادتني الممرضة الذي بدي عليها الهول قائلة: 

دكتور يحيي تعالي الاستقبال فورا لدينا مريضة تدعي - سهيلة - غارقة في دمائها.. 

هرعت اليها فورا و بصحبتي رفقائي من الأطباء دكتور - عبدالحليم- استاذي في القسم و دكتور - رأفت - رفيقي في المشفي..  اقتدنا الحالة الي غرفة العمليات بدت الصبية مطعونة عدة طعنات قاتلة اجرينا لها عملية فورا باتت بحاجة الي تبرعات دماء اطلقنا حملة نطلب من المعمل اكياس دماء و لسوء الحظ لدينا عجز فيه.. 

الي ان جائت تلك المرأة السيدة - ام علي - كما ندعوها باتت ليلة امس عند غرفة مخدع ولدها - علي - مريض الكانسر الذي يصارع اللحظات الموت.. عندما علمت بحاجتنا الي كيس دماء بادرت بالتبرع لنا علي الفور بدمائهآ.. 

باتت - سهيلة انينه - في لحظات اسرة الموت.. بصرت تنهداتها السكينة بانتظار تسليم الروح الي باريها.. و كانها ارادت ان تهمس لي ببضع عبارات قبل الرحيل.. - -ريان - لا تتركه -  و كأنها ارادت ان تترك لي رسالة لم افهم مغزاها ثم سكنت الروح بسلام.. 

واريت الجسد بالعطاء و بذهني عالقة اسئلة غزيرة من - ريان - هذا ما هالني ان - سهيلة - لم يحضر معها احد قط الي المشفي وجدها المارة مسجاة بالقرب من المشفي قتيلة.. 

باتت الشرطة تحقق في الحادث الغامض اقترب مني ظابط الشرطة - وليد - الذي تكفل بهذه القضية باتت لطيفآ جدا للحظة بتنا رفقاء.. اذكر تلك الليلة التي اتاني المشفي و بدي علي وجهه النصر..  اقترب مني هامسآ ايايي 

وجدت الخيط - ليلي -..  

من ليلي هذه يا وليد؟..  

جارة ريان .. 

هل استطعت التوصل لخيط هوية ريان؟  

اجل هو رئيس - سهيلة - في العمل و كان يتخذها كابنته تمامآ لكنه قتل منذ عامين في ظروف غامضة... 

ماذا اذا ما قصد - سهيلة - بما قالت و ما علاقة - ليلي - بالامر؟..  

يذكر الجيران تلك المرأة - ليلي - ساحرة.. و الكل يتجنبنها لسلوكها الغريب الا ان ريان كان صديقآ مقربآ اليها.. 

ما رأيك ان نذهب اليها لنعرف السر؟..  

هذا ما دار بذهني فعلا هيا بنا..  

حللت برفقة صديقي الظابط - وليد - دار بذهني محاورات عدة عن كينونة - ليلي - بات المنزل شاهقآ في ارتفاعه.. مثيرآ للريبة.. ظلام دامس و اتربة حلت بالموضع و كأن لم يولج احد الي المسكن منذ موضع.. بدي امامنا ذلك الشيخ الذي ولج من الظلام في محض المفاجأة.. امسي رجلآ وقورآ و هو يطلق الينا تحذيراته القاتلة  _ - ليلي-  احذروا منها فروا لسلامتكم يا ولدان _

نظرنا اليه بتعجب رقد اليه رفيقي - وليد - 

من انت يا رجل؟ ..  

رجل عابر اراد لكم السلامة.. 

في تلك اللحظة اختفي الرجل في الحال..  هالنا حالة من الخوف نظر اليا - وليد - بتحدي: 

سنعرف الحقيقة هيا نولج المنزل لن نخشي ما قاله الرجل.. 

بت حائرآ الا انني لم اكن لاخذل رفيقي فبت رفيقآ اياه الي المسكن.. 

المنطقة جبلية وعرة خالية من السكان يتوسطها ذلك المسكن القابع في اعلي الجبل.. سكنته عدة طوابق بكل طابق شقة... اقتربنا من حارس المسكن - عم عبدالله.. بدأ رفيقي - وليد - بحوار - العم عبدالله- اجلسنا اياه علي المقعد..  

سلامآ عليك يا عم - عبدالله- هل السيدة - ليلي - ماكثة في شقتها الان؟..  

و عليكم السلام يا حضرة الظابط - وليد - الم تعرف الاخبار لقد عثر عليها مقتولة في منزلها...  

نظرنا اليه بدهشة عارمة بتنا حائرين لا ندر اين الخيط.. وجوم هائل حل بوجوهنا المترقبة..  يهرع رفيقي - وليد - بالسرد: 

من كان الشيخ الذي حذرنا من - ليلي - يا - عم عبدالله-؟  

اظهر لكم شبح - ريان - لا يبدوا مخيفآ علي اي حال..  

ما لديك من سرد عن - ريان - هذا يا -عم عبدالله-؟  

اعرفه منذ كان صبيآ صغيرآ و كنا وقتها رفقاء و لم تفرقنا الا تلك المرأة - ليلي - 

وضح كلامك يا- عم عبدالله- 

تلك امرأة بدت ساحرة منذ الوهلة الاولي التي خطت قدماها المسكن و معها صبيته الصغيرة - سهيلة - و الامور الغريبة تروادنا ايانا الكل يتجنبنها الا - ريان - الذي بات مشفقآ علي الصبية - سهيلة - 

استدرت اليه باهتمام في اللحظة التي ذكر فيها اسم - سهيلة - سألته بنهم..  

ماذا تعرف عن - سهيلة - يعنيني الامر جيدآ؟..  

اتت الينا برفقة امها - ليلي - و هي صبية صغيرة لم تتجاوز السابعة بات - ريان - مشفقآ عليها فوالدتها - ليلي - تآويها معها في مجالس السحر.. عرض علي امها الحاق الصبية مدرسة للتعليم القابعة في وسط الجبل و بات ينفق عليها المال الي ان ترعرع عودها و عملت في مكتبته التي انشأها اياها.. 

و ماذا عن موقفها من والدتها و كيف قتلت؟..  

هذا سرد طويل سيطول بنا المقام اتبعاني الي القبو...  

تبعناه الي درج طويل مظلم افضي بنا الي القبو...  كانت الاسئلة العدة تدور بذهننا اجلسنا في مجلس صغير علي مقاعد خشبية همت  بها اتربة عدة يستدر الينا برفق: 

اعتذر عن الأتربة لم يولج احد هنا منذ زمن..  نظر اليه رفيقي - وليد- 

لا بأس الرائحة تبدوا بشعة..  

ساشعل بعض البخور و الان تريدان الحقيقة...  

نظرنا اليه باهتمام و اذاننا صاغية اليه علق رفيقي - وليد - 

بالطبع هيا اكمل القصة يا - عم عبدالله - هيا نريد معرفة الحقيقة 

لاذلت اذكر تلك الليلة جيدا بات - ريان - غاضبآ بشدة اتت الينا - ليلي - حاملة دعوات زفاف ابنتها - سهيلة - علي - نائل - ابن - ريان - 

ريان هو من علم - سهيلة حتي ترعرع عودها و الحقها بمكتبه الا انه آبي ان يتزوج ابنه من ابنة الساحرة.. ليلة الزفاف باتت كل التحضيرات اوية للعرس الا العريس لم يحضر بعد.. باتت - سهيلة - خائفة ان ينفذ - ريان - وعيده فقررت ان و رفقائي ان نخرج الي الجبال و الوديان باحثآ عن - ناهل - عند ذلك الوادي كان - ريان - مسجي جاثيآ في دمائه يصارع لحظات الموت..  كانت عبارته - ليلي - التي اسلم بعدها روحه الي باريها.. 

اقترح رفيقاي ان نعود الي ليلي ما ان وصلنا اياها حتي باتت ليلي جاثية بين الدماء و الي جوارها جسد - ناهل - مسجي علي الرمال.. كانت - سهيلة تصرخ بانهيار: 

لماذا يا امي لماذا؟.. 

كنت بحاجة الي دماء بشرية قربانآ لجني 

وانا يا امي 

انتي ابنتي و يجب ان تساعديني 

لا يا امي لا..  

يدوي صوت الظل الاسود..  

لا انا اريد دماء - سهيلة - 

تنهار _ ليلي - و تصرخ غاضبة 

لالا الا - سهيلة - اقتلني انا وخذ دمائي و اترك ابنتي تعيش بسلام.. 

لا انا اريد دماء - سهيلة- ..  

لا هذا لن يحدث ابدآ 

تآوي صبيتها اليها لتحميها يطعنهم اياهم جسديهم في آن واحد..  لا تهتم - ليلي - بنفسها و يصبح جل اهتمامها بصبيها اوصتني بابنتها ان الحقها بالمشفي و اسلمت روحها و هي تردد - لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين - نفذت وصيتها و الوقت - سهيلة- بالمشفي ئ ناديت الممرضة ثم فررت خوفآ ان يتبين احد هويتي - 

الي هنا يفرغ - يحيي - من صفحة مذكراته اليومية احس بكف تربت علي كتفيه..  استدار خلفه ليري رفيقه - وليد - 

لاذلت تذكر تلك الليلة جيدآ 

اجل لدي قصص تكفي لمجلدات 

و انا ايضا ساخطوا مذكراتي مثلك قريبا 

تبدوا جائعآ ما رايك تناول حلوي الكعك مع احتساء الشاي

رائع هيا بنا..  


















  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 06 فبراير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا