من المشير إلي البشير ألا تخجلون؟.
نشر في 28 أبريل 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لماذا لا نحرق كتب التاريخ المكدسة في المكتبات ونستبدلها بصور زعمائنا العظام؟.
لماذا لا نلغي دراسة التاريخ في المدارس والجامعات ونكتفي بدراسة كرامات وتجليات زعمائنا؟.
متي نقوم بتسريح اساتذة التاريخ ليبيعوا بطاطا وباذنجان في اسواق الخضار بدلاً من ضياع اوقاتهم في كتابة تاريخ لا ينفك عن سيرة زعمائنا المنزهين كرُسل السَماء ؟!!.
ففي ظل هذه الدوامة التي نعيشها في اقبية حكامنا و جلادينا الذين ظنوا أنهم ورثوا شعوبهم عن اجدادهم كالمتاع ، فما فائد دراسة التاريخ ، إذا كنا لن نخرج من هذه العبثية وكأنها حتمية جبرية قدرية لا انفكاك منها ؟. ففي ظل عزف لنشيد واحد لا يتغير منذ عقود كل الحانه ، رؤساء منزهون يكتسحون دائماً فائزون وبنسب نجاح لا يحصل عليها إلا المزورون !! فعَلام إذاً نُكلف أنفسنا وندرس و نسجل وقائع التاريخ ، فقط يكفينا تتبع سيرة الفرعون فلان ومن ثّم سنتعرف علي بقية الاسرة المالكة لأنه لن يختلف كثيراً عن بقية افراد اسرته السابقين واللاحقين في عبقريته و وطينته ولولاه لأصبحنا مثل سوريا او العراق !!.
هل تتذكروا نتائج استفتاءات زعيم الأمة العربية جمال عبد الناصر ؟؟. هل نسيتم 99.9% نتائج انتخابات السادات أين ذاكرتكم من الفوز المتكرر الكاسح للحبيب بورقيبه في تونس أو الركن المهيب صدام حسين في بلاد الرافدين وما علي صالح و مبارك عنا ببعيد؟.
وهل نسينا طوابير جماعة المصريين وخروجهم عن بكرة ابيهم رافعين صور معبودهم الأوحد السيسي كما صورته وسائل إعلامه ، في مشهد سيذكره التاريخ في صفحات كيف تصُنع الفراعين ، ليعلن بعدها المتحدث عن فوزه بنسبة 97.7 %؟!!. وها هو البشير وفقط منذ ساعات قليلة مضت يلحق به الي نفس القطار وبنفس النسبة تقريباً دون خجل او حياء ، ليخرج علينا ليحتفل مع من سماهم انصاره بفوزه الكاسح وبنفس النتيجة الكربونية .
الصورة لا تكذب ، نحن امام امر اصبح كظاهرة كسوف الشمس قدرية الحدوث اختيارية المكان ، حين نجدها تخص فقط منطقتنا المنكوبة باستمرارية الظلام والظالمين.
ففي بلداننا العربية تجري انتخابات كما يسمونها و كما هو الحال في البلاد الأخرى ، لكن العجب كل العجب أننا لا نري مثل هذه النسب من الاكتساح إلا عندنا ، وكأن حكامنا من الملائكة المنزهين ، ومن ثّم نجد مواطنيهم لا يؤلون جهداً ولا تفكيراً في منحهم الطاعة والولاء والبراء دون غيرهم من مواطني نفس الوطن ؟. او قد يكون حكام البلاد الأخرى لا يمتلكون الذكاء والإخلاص الذي يتفرد به زعمائنا في وطننا المنكوب وبالتالي لا يحصلون علي مثل هذا النجاح المنقطع النظير .
المثير للسخرية في الأمر انه طالما أن حكامنا بهذه العبقرية والألمعية ، لماذا لا نري ترجمة لها علي ارض الواقع في صورة انجازات حقيقة يشعر بها المواطن ومن ثم يستبقونهم علي رقابهم الي ان يشاء الله.
من المؤكد أننا أمام فلسفة جديدة في عالم السياسة يتوارثها حكامنا جيل عن جيل ، مفادها إيمانهم العميق بأنهم فقط من يمتلكون الحكمة والعبقرية التي تعطيهم صك البقاء فوق رؤوس العباد دون مشيئة العباد ، ولأنهم بشر غير عاديين تجدهم ينُذرون حياتهم و ارواحهم فداءً لأوطانهم .
وحين تقترب ولاياتهم الثالثة او الرابعة من النهاية تسمعهم جميعاً يرددون ، لولا حبنا للوطن و نداء شعوبنا ما ترشحنا لفترات اخري ، هذه هي التذكرة الأبدية التي منحها لهم الخالق ليقتلوا شعبوهم بدافع حبهم لهم وإخلاصا لأوطانهم؟.
-
رزق محمد المدنياتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...