مضى الزمان وتغير كل شيء..
سمعت الخبر وأنا صغير كنت أفكر كيف اتقن الدبل كيك في الكره..
فاجأني الخبر في بداية الصباح حتى بدأ وكأن الشمس كسفت! فعم الظلام..
كانت لحظة مأساوية تغير كل شيء..
تلك اللحظات كم تهيبت من الحديث عنها..
لأنني كلما أخذت القلم أغرورقت عيناي حتى قبل الانتهاء من سطر واحد!
وكأن قلبي يقول لا تكتب الخبر بالحبر بل بالدموع..
فهي لن تنقطع..
أصبحت قبل الخبر صغيرًا يلهو وأمسيت بعده في مقتبل الأربعين..
وتغير كل شيء في لحظة..
الناس.. السيارات.. البيوت..
حتى أنا تغيرت..
أمي رحمك الله..
كنت يا أمي لي أمان من كل شرور الدنيا..
كنت نعم الزوجة المعينة لزوجها..
ونعم الأم المربية لأبناءها..
ونعم الأخت الحنونه لأهلها..
ونعم البنت الباره بوالدتها..
لا أنسى عندما ادعيت أني مريض بأنين زايف كيف احضنتني وبقيت عندي للفجر!..
رحمك الله يا حبيبتي..
أمي والله إني اشتقت لك..
كنت أحسب يا أمي أن مرور الوقت سينسيني بعض الألم من فقدك.. ولكني علمت أن الجرح العميق يتجدد ألمه كلما تذكرته أو لمسته..
كل شيء مني أشتاق لك..
ولكن حسبي أن يجمع الله بيني وبينك وأرجوا أن ترتفع منزلتك بعملي القليل..
آخيرًا يا أمي حفظت القرآن لأجل أن ألبسك تاج الوقار فالموعد الآخره وسأسرك بإذن الله..
رحمك الله..
ابنك المفقود منذ وفاتك:
خالد بن مطر الدهماني
٥ / ٥ / ١٤٤٤ هـ.