الصمت تاج فوق رؤوس الاغبياء(2)
كنز الصمت
نشر في 17 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا ادري لماذا تجلس على الاريكة وتنظر الى السماء وكانها تتامل النجوم ،كم اكره هذه اللحظات ،لما لا تتكلم بشكل مباشر و ارتاح من هذا الموضوع ،حسنا ساضع حدا لهذا التوتر.
_لم تسأليني كيف كان اجتماع المدرسة.
نظرت الي بتعجب ،وكانها تتعرف الي للمرة الاولى ثم ابتسمت .
لكنها ظلت صامتة ،لا ادري لماذا اقف هكذا كطفل ارتكب حماقة امام والدته ،ساذهب للنوم وغدا ستنسى الموضوع.
كان يوما حافلا ، القيت براسي على الوسادة و استيقظت مع صوت الاذان« حي على الفلاح »،تعمدت احداث جلبة كي تستيقظ ،غير انها كانت نائمة بعمق ،لا يهم فربما ستعاتبني على عدم ايقاظها للصلاة.
لكنها سكتت في هذا الصباح ايضا،جلست على الطاولة وتناولت بصمت طعامي.وظهرت ابنتي فجأة ،جيد،ستكسر هذا الصمت المزعج،لكنها تبقى صامتة،لا احد يستطيع الكلام امام وجه والدتها الذي لا يفسر.
_ساذهب الى العمل ،الى اللقاء ،اسرعي يا ابنتي كي لا نتأخر.
كانت كلماتي كاجزاء مزهرية تناثرت على الارض بعد تحطمها في مكان فارغ،بالكاد سمعت الرد،غادرت مسرعا.
هل هي غاضبة؟،ربما لا،هل اخطأت بالرد على ذلك الرجل ربما،هل كان من الاحسن ان اسكت،ربما ..
بقيت افكر في الامر لساعتين ،لماذا احس بثقل الكلمات فجأة؟،لماذا ابحث عن معنى الغباء فجأة؟اين ذهبت ثقتي بنفسي،هل صمت زوجتي قلب كل الموازين؟قررت ان اعود الى المنزل.
تفاجأت زوجتي برؤيتي.
_خيرا ان شاء الله.
قلت في نفسي انها لم تصبح بكماء ،ها هي تتكلم،
زادت دهشتها،عندما بقيت صامتا ،جلست و انا سعيد بانني استطعت اتقان لعبتها المفضلة،و نجحت في اثارة فضولها.
_هل ستبقى صامتا؟
اعتقدت انها ستغضب و تغادر ،لكن على غير عادتها تسمرت في مكانها وكانها تتحداني.و احسست بانني قوي كملك،تذكرت دونالد ترامب،عندما اتهم بالغباء والجنون كان ذلك بسبب كلامه الغير موزون وهو رئيس امريكا،تكتب خطاباته ،وتملى عليه تصرفاته ،لكنه يتكلم بدون تفكير،هكذا انا ايضا ،اتسم بالعفوية ،ولكن هل يجب علي ان اتغير .
_حسنا لا تتكلم .
_اسف ،شردت .
_هل حدث شيء؟
_لا عدت فقط لاسألك ،هل اخطأت بالتعبير عن رأيي بالاجتماع؟
_لا ادري،ليس الامر بتلك الاهمية.
وكأن جوابها عقد الامور اكثر ،لقد اصبح مهما جدا بالنسبة الي،
من اخطأ اكثر هو بسخافاته ام انا بردي ؟،بقيت افكر بالامر طويلا ،فعلا الصمت حكمة و كنز،فاذا كنت غبيا فبصمتي اخفي عيوبي ،واذا كنت ذكيا فبصمتي ازين حضوري،واذا كنت صغيرا فبصمتي تبدو رجاحة عقلي،واذا كنت كبيرا فبصمتي تظهر حكمتي،قل كلامي يوما بعد يوم ،واصبحت زوجتي تشتكي من كثرة صمتي،جيد لقد اخذت بثأري فكم عانيت من صمتها ،الحقيقة انني لم انسى ان ابتسم لابنتي عندما نتناول الطعام كما كانت تفعل هي،لن احملها ثقل الصمت.
التعليقات
عن نفسي أحب قراءة صمت الناس و أحاول فهم ما يخفيه هذا السكوت .