ألسنة هاربة من كثرة النميمة...
عادت مزمجرة وهي تحمل قنينة الغاز الثقيلة. اشترت "نسكافيه"، ربع كيلو سنيدة، ومسحوق "التيد" الذي تضع فيه الملابس المتسخة وتتركها ليومين أو ثلاث، حتى أن أغلب ملابسها فقدت بريق لونها، وهي تقطع الشارع نحو بيتها. كانت نظرات الرجال المستلقين على كراسي المقاهي، مصوبة نحوها كفوهات خفية لمدافع متسترة. تابعوا حركتها بل علق البعض على لون جلبابها...
هاته الكتل اللحمية التي تمضغ العلك وتنفث الدخان، وتتابع عجائز النساء، يتملقون على الكراسي ويلوكون سير الناس. ألسنتهم الطويلة تشتغل على امتداد الأربع والعشرين ساعة. يوما ما ستهرب منهم ألسنتهم. ستهرب من أفواههم متمردة على عملها اليومي الشاق...
الألسنة الطويلة للرجال البدناء الذي يسترخون على الكراسي القيل والقال. ستهرب حتما، يوما ما من أصحابها. سيكون مضحكا أن ترى رجالا ونساء يبحثون عن ألسنتهم في الأزقة والحارات، تماما كما يبحث "الميخالة" في الصباح الباكر عن أوراق الكرتون وفتات خبز يابس بين ركام الأزبال...
تبا لشعب يشحذ لسانه صباح مساء على جسد الضعفاء...
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 19 / 07 / 2015