لا تحلم..
لأن واقعاً بئيسا يتجاذبك
يحاصرك من أربع زوايا
لا يفتأ عن محاولة انتزاع أحلامك "عنوة"
لا تحلم..
لأنك -في يومٍ ما- ستصحو
وقد كسى الوجوم ملامح أحلامك
الرهيفة كـ قلبك الغض..
لا تحلم..
لأن ثمة رفاتات مهولة هاهنا
لأحلام أناس كانوا مستبشرين بها..
وفرحين
مثلك، مثلك تماما
وها أنت تلحظهم بناظريك إذ ينعون أحلامهم تلك
أجل..
أحلامهم التي ماتت
قبل أن تتنسم عبق الحياة
قبل أن تبصر النور
أوه..
لا تقل لي أن أولئك البؤساء فرطوا بأحلامهم
أو تقل أنهم ما آمنوا بها
أو تظن أنهم افتقدوا الإرادة والرغبة في تحقيقها
لا، لا.. أبداً ما كانوا كذلك
بل عكس ما ظنتتَ يا أخي
أجل..
كانوا رهبان ونساك لأحلامهم
عظَّموها وعبدوها كما الآلهة
وهبوها صلواتهم وطقوسهم المقدسة
وكان إيمانهم الذاهل نابعاً من صميمهم
كان عن يقين مطلق، عن إرادة صادقة!
ورغم هذا (الإيمان، الإرادة العظيمة...الخ)
حدث كل ذلك، كل ذلك..
يا أخي.
_________
13 أبريل 2018م