الكبر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الكبر

لطالما تساءلنا عن مفهوم الكبر

  نشر في 22 نونبر 2022  وآخر تعديل بتاريخ 24 نونبر 2022 .

"الكبر"

لطالما يتساءل المرء عن مفهوم الكبر؟

إجابات تتلاطم في الرأس! هل هو التقدم في العمر؟ ام هو فقدان المرء للشغف في الحياة؟ ام هو التوقف عن الحب والعطاء؟ نتصارع مع أنفسنا للوقوف على إجابة شافية، ولن نجد طالما كان التفكير في معنى الكبر من الناحية الجسدية وليس المعنوية.

لماذا ننظر دوما من زاوية ضيقة لنجد أنفسنا مسجونين داخل الجسد، بكل ألمه وتلفه البطيء، ونبقي أنفسنا مجبرين على الاختيار في كل مناسبة بين الاحباط والضجر، وعندما نهرب بصورة مؤقتة من ضغط رغبة لم تلبى، نجد أنفسنا واقعين في شرك مواقف تفشل في انصاف قدراتنا.

دعونا نتشاطر الرأي ونتفق على صقل حواف الزمن المثلمة، لكن، الا نحتاج أولا الى فك الأقدام من الأرض الثابتة، ثم التحليق في عالم أكثر واقعية للحياة ثانيا؟ ليتسنى لنا رؤية بهجة الحياة التي نعيشها!! حتى الآن، لا أزال أضع هذه الخطوة الحرجة في شك وريب.. ليس هذا لأني شجاع بشكل استثنائي، بل لأنه الطريق الوحيد..

نقيم حروبا في رؤوسنا، وفي كل أحاسيسنا.. الصداع بدأ يضرب كل ثنايانا.. شظاياه تتناثر في كل مكان.. الأفكار تتناثر كشظايا الزجاج.. منها يضرب وبعضها يجرح.. تتبعثر داخلنا.. لماذا نجعل كل هذا ظاهرا جليا في قسماتنا.. هالات سوداء تحت جفوننا.. اليس هذا متعب حقا!

حتى لو تجاوزنا أعاصيرا مرعبة، هل تظنين أن الرياح ستخيفها وتمنعها من تكرار نفسها...؟! فلنغن اغنية فرح وليخرس اليأس ومعه العالم، لتنمو ثمار الحب والعطاء، ولتتفتح الزهور، ولتتوقف كلمة من خمسة حروف "احباط" عن التغلغل في العقل، وليهدأ القلب وينام.

ليس على المرء البحث كثيرا، ففي النهاية، سيجد أن ما يبحث عنه موجود في داخله، جنّته الأرضية داخله، ولكنه في سعيه المحموم لا يرى الأقرب، وعيونه دائماً معلّقة بالمدى البعيد!! فالدروب تضيق لأننا نحن من نجعلها كذلك... الحنجرة بالكلمات تختنق لأننا نحن من نريد ذلك.. الخواء يبتلع كل شيء لأننا لم نملأ حياتنا بما يقف سدا له.. الأشياء جميعها تتساوى، كلّها تكتسب لوناً واحداً لأننا لم نبحث عن ألوان أخرى أكثر زهاء.. ثم ماذا؟ ثم يطغى الهذيان على عقولنا حينها طويلاً دون أن يقاطعه أحد.. دون ان يلمس صدق أحزاننا في عيوننا الآخرين.. يبلسم عذاباته بهمساتنا، بحشرجات تخرج كالحمم الملتهبة من أفواهنا...لماذا؟!!

المشاعر في أحايين كثيرة لها خيارات عدة، فإما أن تنعدم فجأة وإما أن تتحول إلى شيء يجعل المرء يكتفي بنفسه، يحاول دوما أن ينجو من ازدحام الأماكن برفقة الخيال... يرسم أنصاف وجوه حائرة على دفتر المهام العاجلة ثم...ثم يضحك بشدة عندما تباغته دمعة.

نحن إلى أماكن لم تخطوها اقدامنا، نحاول أن نكون لا اباليين، نحاول أن نجعل العالم لا يعني لنا شيئاً.. تماماً، كشجرة زينة بلاستيكية تسمع بالفأس ولا يخيفها!! ولكن ماذا بعد؟

جل ما يتمناه المرء أن يلتقي بمن يبدأ معه وينتهي معه.. ألا يعاني من الفقد.. وان لا يشعر بصعوبة اللجوء له.. جل ما يتمناه المرء أن يجد من يهون عليه مر العيش!!

قد يلجأ المرء للهروب!! ولكن الهروب ليس دائما سهلا، خاصة إن أدرك جيدا أن الإحساس بداخله ولا مفر من ذلك، وهذا بالضبط ما يحدث.

*التظاهر بالاكتفاء، الوسيلة المثلى حتى لو كنت الأكثر احتياجا*

أليس إساءة فهم الصمت أسوأ من إساءة فهم الكلام؟ الموج قد يكون عابرا، ومهما علا فهو لن يغرقنا!!

ما كان على النار أن تتظاهر بالهلع، أليس الحطب أولى بذلك؟!

وتبقى كلمة أخيرة:

في الظلام فقط، سنعرف من هم نجومنا، لنعد إدراجنا نبحث عن الوهج في ارواحنا.

ماهر باكير دلاش


  • 2

  • Dallash
    وَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
   نشر في 22 نونبر 2022  وآخر تعديل بتاريخ 24 نونبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا