و من المثقف المزيف إلي المثقف اليتيم،رحلة طويلة في هذا العالم و في أعماق المجتمع و لا تزال إلي ما لانهاية،حيث تطرح المجتمعات الأخرى بالفلسفة و العلم مسألة الإله و أخرى تبحث في هذا الكون عن كوكب صالح للعيش عوضاً عن الأرض،لأترك حرب المصطلحات و الألفاظ و جمال المصطلحات الرائعة الرنانة و قمت من خلف مناضد البحث و اغلقت كتب الدرس و عدت إلي مسرح الواقعات العينية حيث جل و أغلب من من حولي يطرحون قضية أ"مسي" أفضل أم "رونالدو"؟, و ينتهي مطاف الحديث بالشتم أو هو بداية الحوار ناتجة عن شتم الآخر للاعبه المفضل،ليس العيب في الحديث عن الكرة أو الرياضة بصفة عامة و إنما العيب عندما تجعل من هذا كله قضية تتوقف عليها حياتك و قضايا شباب الأمة العربية و بلدي تونس بصفة خاصة كمواكب و معايش لمثل هذه الترهات،و حتى لا أنسى الجانب الهمجي و الحيواني مع إحترامي لبعض الحيوانات التي لا ذنب لها في ان يأخذ البشر صفاتهم، أما الشباب فحدث ولا حرج،فئة سيطرت عليها الصبيانية و أخرى تسير مع القطيع و أخرى كبار القطيع،والكهول و الشيوخ سيطرت عليها خرافات عصرهم وعامة لا حول ولا قوة لهم بالطبع مع استثناء أرباب الفكر و العلم برغم من أنها قلة قليلة.إلي متى شوارع متسخة ؟ إلي متى كسر أشجار في المتنزهات العامة ؟ إلي متى نظرة احتقار للمرأة ؟ حيث المتدينة متخلفة و الغير متدينة عاهرة ،و العنصرية و عدم قبول الإختلاف،حتى الأحزاب التي تدعي إصلاح و تدعي الثقافة و التحضر و الفكر فأقول لكم أنكم سوى جعجعة بلاطحين،فقسما بإسمك ياربي إني عندما أرنو لشعبي لا أرى إلا الحمير،حتى ولو حاولت ان تكون كالحكيم و تنصحهم بحلول عندما ترشدهم إلي استعمال الأنترنات فالبحث و المعرفة فيستعملونها في مشاهدة الإباحية،تنصحهم بالكتب فهي أساس الوعي و الفكر و الحضارات فيذهبون لقراءة روايات الحب و الشياطين،وهنا ينطبق عليهم قول جلال الدين الرومي في أحد قصائده «من القضاء زاد مخلوط الخل بالعسل حدة الصفراء،وزيت اللوز كان يزيد في اليبوسة » وهو يضرب مثلا عندما يؤدي العلاج إلي عكس مايراد منه،وبالتالي فإن هذا ما يجعل المثقف أو الإنسان الواعي يتيم في خضم هذه الترهات والسذاجة و الإنحطاط الفكري و الأخلاقي أو ربما لطيم ليس يتيم فقط،وان البيئة المشتركة بين الفرد والغير تجعل منهما اقرب في التواصل وهذا مما سهل انجسام القطعان مع بعضها رغم تدرجها في التخلف إلا أنهم قطيع اجتماعي كبير شامل للأمراض الإجتماعية و لكن الإنسان الواعي لا شريك له لأن لا أحد يفهمه و لا يجد فيه مايوجود في نفسه و هذا لا يعني أنه لا يقبل الإختلاف و إنما لا يقبل التخلف لأن الفرق بينهما واضح. فيتيتم المثقف،رغم كل ذلك فكل فكرة أو مشكلة ما طرحتها في المقال تكتب عليها الكتب فطرحها أرباب الفلسفة و كبار المثقفين و العلماء لأنها مر بها أي مجتمع متخلف و يمر بها المتخلفين و سيمر بها من سيتخلف حيث أنني لم أقدر ان أجتث جميع الرواسب الضارة و المخلفات المؤذية التي تسربت من مجتمعي فأسعى أنا بذاتي و من مثلي و أفضل إلي تثقيف العقول وتنوير الأذهان رغم البأساء و الضراء و الضنك فإنهم لا تخلو عقولهم من نبضات الفكر محاولين النهوض بهذا المجتمع.وفي نهاية الأمر يمكن ان تعتبر هذا المقال دراسة في سلوك العقل التونسي أو أخلاقه أو مجرد وجهة نظر تجاه ما أراه أمامي و السلام .