حكاية وموعظة
(حكاية متخيلة)
بقلم محمد خلوقي
******* ********
يحكى ان حكيما تقيا ورعا كان مسافرا على متن سفينة رفقة زوجته ، وهما جالسان لساعات طويلة يتمتعان بجمال البحر وامواجه المتناغمة وهي تداعب جوانب السفينة المبحرة ، وفجأة بدت بعض ملامح الاكفهرار والاظلام على وجه السماء ، ووصلت الى أسماع الركاب ، اصوات رعد مدوية ، وأحس الجميع بهبوب ريح صرصر عاصفة .. فتعالت امواج البحر ..ثم بدأ المطر يرشق رماحه صوب السفينة، فلم يسلم منها اي ركن شديد ، وحاصر الموج ايقاع سيرها ، وشعرت الزوجة ، كما الركاب ، بخوف شديد، فهرعت مسرعة الى صدر زوجها ، تحتمي بسكينته ، فراح الحكيم يربت على كتفيها ، ويخفف من روعها ،وعيناه مشدودتان الى السماء ، ولسانه لاهج همسا وجهرا بادعية وتضرعات متواصلة وكانها دروع تحمي المركب من ذاك القصف المطري المتتابع .
فقالت له الزوجة: اننا دون شك مغرقون )
فابتسم واجاب قائلا : لا تحزني اننا بأعين من خلق البحر وركابه ، ولن يصيبنا الا ما قُدِّر علينا )
فقالت : ما أقوى يقينك في مثل هذه اللحظات المرعبةً !!
اجابها بصوت مطمئن : يا زوجتي الحبيبة ،لو اني الان امسكت خنجرا وأردت ذبحك فهل تصدقين ذلك ؟
قالت : بالطبع لا بل ساستغرب من فعلتك !!
قال لها : وما يمنعني في نظرك من الاقدام على هذا السلوك المُستغْرَب. ؟؟
قالت : لانك تحبني، واحبك ،فحاشا ان تضرني، او تكون النهاية بيننا بهذا الشكل.
فضمها الى صدره وقال لها : كذلك هو حالنا اللحظة مع الله، فهو حبيبنا الذي نعزه ونجله ،وحاشا ان يفعل بنا سوءا .. فعلقي قلبكِ بالمحبوب العلي القدير ، واخلصي له الدعاء، وستجدين ، ان شاء الله منه كل ما يفرحك وينجيك )
وعند وصول السفينة واهلها آمنين من الغرق .. فهمت الزوجة قوة يقين زوجها الصالح، وحسن ظنه الكبير بربه الرحيم .)
فاحسنوا الظن بربكم في كل ساعة وحين ، احسست فيها تلك الشدة والانين .فليس لك من منقد سواه ، فهو حبيبنا جميعا وربنا وراحمنا ..جل علاه .
محمد خلوقي
التعليقات
وفي آيةاخرى ... (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ )
ما اجملها من نصيحة في ثوب قصة قصيرة...
دام قلمك المتألق.. أ/ محمد .. تحياتي وتقديري لك