كان مهوسا بحبه لفلسطين ، حمل على كتفه همومها ليبارز بكلماته من أجل قضيته الكبرى والدفاع عن وطنه ، وصف نفسه بـ"الغريب"، كان كارها للرصاص والحرب محبا للحياة والأمل.
عاش محمود درويش يريد “قلبا طيبا لا حشو بندقية”، عاش “يحلُمُ، ليصْلِحَ مركباتِ الريحِ” ويغني لـ “سيدة الأرض وأم البدايات” عاش الشاعر لأنه كان يؤمن أنه “يستحق الحياة ، وركز أمانيه في اثبات "كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين" .
ولد درويش 13 مارس عام 1941 في قرية البروة في الجليل بفلسطين، ونزح مع عائلته إلى لبنان في نكبة 19488، وعاد إلى فلسطين متخفيا ليجد قريته قد دمرت، فاستقر في قرية الجديدة شمالي غربي قريته البروة.
أتم تعليمه الابتدائي في قرية دير الأسد بالجليل، وتلقى تعليمه الثانوي في قرية كفر ياسيف.
انضم درويش إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي في فلسطين، وعمل محررا ومترجما في صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب، وأصبح فيما بعد مشرفا على تحرير المجلة كما اشترك في تحرير جريدة الفجر.
اعتقل أكثر من مرة من قبل السلطات الإسرائيلية منذ عام 1961 بسبب نشاطاته وأقواله السياسية، وفي عام 1972 توجه إلى موسكو ومنها إلى القاهرة وانتقل بعدها إلى لبنان حيث ترأس مركز الأبحاث الفلسطينية.
شغل منصب رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية، كما ترأس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وأسس مجلة الكرمل الثقافية في بيروت عام 19811.
انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1988، ثم مستشارا للرئيس الراحل ياسر عرفات.
كتب إعلان الاستقلال الفلسطيني الذي أعلن في الجزائر عام 1988، واستقال من اللجنة التنفيذية بعد خمس سنوات احتجاجا على توقيع اتفاق اوسلو.
عاد درويش عام 1994 إلى فلسطين ليقيم في رام الله، بعد أن تنقل في عدة أماكن كبيروت والقاهرة وتونس وباريس.
ونشر درويش 28 ديوان شعرى هم :”عاشق من فلسطين، آخر الليل، أحبك أو ﻻ أحبك، حضرة الغياب، حبيبتي تنهض من نومها، يوميات الحزن العادي، محاولة رقم 7، وداعاً أيتها الحرب, وداعاً أيها السلام ، تلك صورتها وهذا انتحار العاشق، أعراس، مديح الظل العالي، حصار لمدائح البحر، هي أغنية، ورد أقل، في وصف حالتنا، ذاكرة للنسيان، أرى ما أريد، عابرون في كلام عابر، أحد عشر كوكباً، لماذا تركت الحصان وحيدا، سرير الغريبة، جدارية، حالة حصار، لا تعتذر عما فعلت، كزهر اللوز أو أبعد، أثر الفراشة، العصافير تموت في الجليل، أوراق الزيتون".
حصل على عدة جوائز منها جائزة لوتس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، دروع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفياتي عام 1982، جائزة لينين في الاتحاد السوفياتي عام 1983، جائزة الأمير كلاوس (هولندا) عام 2004، جائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر السوري أدونيس عام 2004.
توفي درويش في 9 أغسطس بالولايات المتحدة إثر خضوعه لعملية جراحية للقلب بمركز تكساس الطبي في هيوستن, ودفن في 13 أغسطس بمدينة رام الله في قصر رام الله الثقافي.
في ذكرى وفاته، لا نتذكر شاعرا عاديا، بل نعيد الأمل إلى قضية تلبدت فوقها غيوم الخذلان والانهزام، نحاول البحث عن بصيص الأمل وآخر ما تبقى من حلقات الوفاء لقضية هي الأكثر عدلا على هذه المعمورة، “موطني”،
-
هبة الله محمدصحفية مصرية ، الكتابة الشيئ الوحيد الذى يساعدني للتعبير عن ما بداخلي لأني خجولة جدا فى العالم الواقعي ، بحب الخط العربي جدا والحمد لله كويسة فيه إلي حد ما.
التعليقات
تلامس اشعاره احاسيس القارئ ، وكأنه يحكي عن نفسك إيضا ،
وهو
الشاعر العربي الوحيد الذي احفظ له بعضا من مقتطفات اشعاره ،
منها :
- " ونستمر في احلامنا رغم انكسارنا "
-" هل يمكنك ان تعيش طبيعيا في واقع غير طبيعي ؟! " ...
دام قلمك ~