تتباين أساليب الكتابة من شخص لآخر، حسب التفضيلات والقدرات أيضاً، فلكلٍ أسلوب معين ونمط كتابي ذي إيقاع خاص، يُستشف من خلال التراكيب اللغوية والعبارات الاستعارية، والبناء النحوي...الخ.
جوهر الموضوع أن ثمة من يميل للإسهاب والحشو الممل، ناسياً أننا في عصر السرعة وأنه لا متسع من الوقت لقراءة سردياته بطولها وعرضها ..فضلاً عن تسببه في ضياع الفكرة الأساسية في خضم التفاصيل المهولة.
لا أستطيع أن أكون انطباعا إيجابياً عن من يتجاوز الحد الأقصى من الكلمات التي تكفي ل إيصال فكرة معينة،بكيفية واضحة ومفهومة، وأي زيادة في الكلمات لا تعدو عن كونها عبء يثقل كاهل الفكرة.
أعتقد أن من الفطنة والذكاء جعل الكتابة مركَّزة، وموجهة صوب الجوهر، وهنا أذكر مثالاً : عن حجم الإشعاع الشمسي الهائل الذي يعجز عن حرق قشة في الظروف الطبيعية، بينما لو جمَّعنا هذا الإشعاع ومرّرناه عبر "عدسة مجمعة" فسيتركز الضوء في نقطة صغيرة ويُحرق أكوام وأكوام من القش. إذن فالمثال ينسحب على موضوعة الكتابة، أليس كذلك؟!