مرحبا جُبران . .
منذ مدة ليست بقصيرة ولا طويلة ، لم أكتب لك رسائل علىٰ موقع الصراحة الجبان ، الذي يستخدمه وبنسبةٍ كبيرة الجُبناء منّا ، اكتب لكَ هذه الرسالة وانا في الباص وفي طريقي إلى العمل وهُناك امرأة ثلاثينية تحشرُ أنفها في هاتفي النقال ، بل حتى أوشكت أن تشاركني الكلمات وتحُّل الأزمة .. علىٰ أي حال وددتُ اخباركَ أن من يرسل لك رسائل التحذير والنصائح هيَّ انا ، تلك التي تنصحك من المُحيطين بك -المُنافقين- الذين يُمثلون حُبّ مصلحتك ؛ قد تتفاجأ من المُرسلِ أو من مُحتوىٰ كل رسالة صريحة تصلك ، نعم انها انا !
كان ظنّي أن شرعت لك النصائح بهذا الشكل ستأخُذُ بها ، ولأني ارغب بأن تأخذ بها علىٰ محملٍ حقيقي والتفعيل ؛ ارتكبت الحماقةَ هذه .
تواصل بالعمل علىٰ ذاتك وأجتهد عليها ، ستصل يوماً .. كما رغبتُ أن اراكَ عليه وكما الذي أحلُمُ إليكَ به .
إذا راودك الحُزنَ بسبب ما عانيته من وجع ، خذلان وفقد ؛ -ذلك الفقد الذي نشترك به ألماً إذا فَقِدّنا احداً لا يُفترض منهُ أن يُفقد- أتركه ليتغلغلَ فيك وباحشاء عقلك وسهرك ، هو ضيفٌ ثقيل ولأيامٍ وينصرف عنك ، ويُرجعكَ وحيداً كما عَهدك اولاً .
لطالما شعرتُ بالأسىٰ يا جُبراني من عدمِ مقدرتي علىٰ مواساة حُزنك بالشَكلِ المُفترض عليّ حَمَلُه .
يَندُّب قلبي شعور عدم استطاعتي بإسعادك ، ساعدني بحلولٍ تُسعفُني بشكلٍ أو أخرى ، أنجزت أموراً حلمتُ وخططت لها ؛ إلا إبتسامتك الدائمية لم أنجزها ، انا امرأة فاشلة واُشرّعُ بذلك .. يُعيق نجاحي ضمورك ، لا أفشلُ مِن أنثىٰ لم تضع اثراً بِخلِّها يا جُبران .