على طريقة بن المقفع ... الذي وضع شخصيات في قصصه و كانت عبارة عن حيوانات وشبهها بالإنسان و قص قصصه المليئة بالحكم و النصائح الإرشادية و الحيل وقد صورها في أزمنة و أماكن مختلف ليضعها في كتبه و مؤلفاته مثل كتابه المشهور كليلة و دمنة الذي لايزل يروى الى يومنا هذا .

منطق الطير .. يشبه الإنسان بالأرقام و الإشارات و النظريات و مختلف العلوم الطبيعية ... قد لا تظهر كشخصيات لكن لكل منها معنى خاص و يتجل ذلك في مغزى كل نص .

عُكازة الاستفهام و ظهر التعجب

ــــــــــــــــــــــ

منذُ أن دب الإنسان في الأرض وهو يتعجب .. والى يوما هذا و الإجابات لم تروي ظمأ عقليه المتعطش الى الحكمة التي تولدُ القوانين .. رغم اكتشافه لعدة اشياء تُمكنه من العيش طويلاً دون أن يفكر في هذه الاشكاليات إلا أنه يريد تفسير أي شيء حتى ذلك اللاشيء يريد أن يعطيه معنى و قيمة .

لأنه يعلم جيدا أنه كان لا معني له لولا العلم ...

عندما تقوس ظهر تعجب الإنسان بسبب الظواهر الكونية و الطبيعية التي تحيط به جعل من الاستفهام عكازاً له يتعكز عليها تارة ليمشي على أرض العجائب مخافت السقوط في حُفر الجهل و يهش بها تارة أخرى الأشجار ليكتب على أوراقها ما تيسر له من العلم .

هل نتعجب أولا ثم نتساءل أم نتساءل أولاً ثم نتعجب ؟ !

أرى أن هذا السؤال يستحق التمعن أكثر من سؤال

من وجِد أولاً البيضة أم الدجاجة .

في هذا السؤال بحد ذاته هل تعجبت أم تساءلت .

لو أعطوا الدجاج و البيض للفقراء أفضل من أن يتركوها مكدسة في مخابرهم الجائعة . اكتشفوا كل شيء إلا ضمائرهم الميتة . يرسلون كوكبة من العلماء إلى أحد غابات الأمازون بغلاف مالي ضخم من أجل مراقبة حياة دودة القز و كيف تتكاثر ، هاذا العالم يملك شُحن مفرطة من الحنان ... يملك قلبين و عقله موجود في بطنه على الأرجح.

أرى أن الجاهل يتعجب و العالم يتساءل ... فالجاهل لا علم له ولا يجد الكلمات المناسبة ليصف ما أمامه فيُبقي فوهة فمه مفتوحة بسبب الدهشة حتى يمرّ المشهد أو ينبهه أحد بذلك طبعا إذا لم يفتح هو الأخر فمه ، أما العالم الذي علِم الأشياء فيتساءل أولاً لأنه يملك نظرة على الأشياء مسبقاً ، وفي لحظة سأله يصبح جاهلاً بِذلكُم الشيء فقط .

العالم من علم الشيء مهما كان صغره و الجاهل جاهل ولو لم يعلم حتى كبار الأشياء ، من يطرح الكثير من الأسئلة لا يجب أن نصفه بالجاهل فالجاهل لا يمكنه حتى طرح السؤال ، إذا رأيت أنك تعجبك أكثر من تساؤلك في حياتك اليومية السعيدة فحتما أنت جاهل ، أي انه لا يمكن لشخص أن يتساءل ثم يتعجب ... ومن يفعل ذلك أكيد أن فهمه هو الخاطئ وهنا يكون جهله ... مركب .

اخبرونا أن فهم السؤال نصف الإجابة و القناعة كنز لا يفنى ... فأخذنا أنصاف الإجابات و أنصاف الحلول فعشنا بنص حياة ...

أول سؤال طرحته منذ صغري وكان بريئاً جداً ..

هل سأبقى صغير طول عمري و الكبير يبقى كذلك ثم تعجبت !

كان جهلي مركب حينها و لا يزال .. عندما أدركت حقيقة الموت عرفت .. أن الحياة أعظم من تلك الأعمار و الأرقام ...

رُأيتْ العالم بمنظور حسي و معنوي يقوي إيمان المرء

شمس تستيقض قبلك كل يوم وقمر لا ينام و أرض فرشت لك ...

{ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } الرحمن13

لا تتوقف عن السؤال لتستغل وقت غلق فمك في كل مشهد للتفكير في إجابة مقنعة

... أنت عالم إذا سألت و جاهل إن تعجبت

تركز على عٌكاز ما تراه الآن ... فأنت مركز الكون.