كان التقريرية وكان التوكيدية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كان التقريرية وكان التوكيدية

  نشر في 03 نونبر 2021 .

كان التقريرية وكان التوكيدية

وردت (كان) في القران الكريم في آيات وكان خبرها صفات الله تعالى التي لا يصح ان تزول عنه، فلا يمكن ان تكون للماضي مع الانقطاع قطعا واختلف فيها على اقوال (فرضيات) وسنبحث هذه الفرضيات وفق منهج الفقه التجريبي العرضي. ولقد وردت كان بهذا الشكل في صيغتين

الأولى (وكان الله)

الثانية (ان الله كان)

وسنبحث كل صيغة على حدة لاختلاف معناهما كما ستلاحظ.

أولا: عبارة (وكان الله)

أي (وكان الله) وخبرها صفات لا تصح ان تزول عن الله تعالى.

الفرض:

هنا عدة فرضيات

اولا: انها للماضي ولا تدل على الانقطاع بل يعلم الانقطاع من دليل اخر.

ثانيا: انها للدوام بمعنى كان وما زال.

ثالثا: انها للتقرير بمعنى (أليس)

رابعا: انها زائدة

خامسا: انها تامة

سادسا: انها للماضي والانقطاع.

اما الفرضيات الثلاثة الاخير فممنوعة، لان الزائد لا عمل لها وكان هنا عاملة، والتامة لا تحتاج الى خير وهنا خير، وكان الماض ي المنقطع غير جائز في صفات الله تعالى.

فبقي عندنا الفرضيات الثلاث الاولى

اما الفرض الاول وهو انها للماضي فقط ولا تدل على الانقطاع بل مبهمة فان غرض استعمال بخصوص صفات الله تعالى غير واضح، فلا يكون لها مصدق. فان الاستعمال القرآني غرضي، كما ان التعويض غير مستقيم كما يلي:

وقال الله تعالى ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ ( في الماضي ) عَلِيمًا حَكِيمًا ( وعلمنا انه كذلك دوما) [النساء/17]

وقال الله تعالى (وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ (في الماضي) بِهِمْ عَلِيمًا (وعلمنا انه كذلك دوما) [النساء/39] وهذا لا يستقيم ايضا.

وقال الله تعالى (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ (في الماضي) بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ( وعلمنا ان كذلك دوما) [النساء/108] هذا لا يتم ولا يستقيم بوضوح.

واما الفرضية الثانية وكونها للدوام بمعنى كان ومازال فانها لا تستقيم تعويضا في مواضع منها:

قال الله تعالى (وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ ( وما زال) عَلِيمًا [النساء/39] هذا لا يتم بوضوح.

وقال الله تعالى ( وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ (وما زال بكم) عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء/104]

وقال الله تعالى (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ (وما زال) بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا [النساء/108] هذا لا يتم ولا يستقيم بوضوح.

وقال الله تعالى ( تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ ( وما زال بكم) عَلِيمًا حَلِيمًا [الأحزاب/51]

اذن الفرضية الثانية بانها بمعنى كان ومازال لا تستقيم ايضا.

هذا ما هو مفروض من فرضيات لكن اذا تدبرنا الايات نجدها تشترك بعامل مشترك وهو التقرير. فقوله تعالى ( وكان الله) في جميع الايات تعني ( أليس) والتعويض ب (اليس ) هو بديل عن (وكان) كلها هي والواو. فتكون كان هنا للتقرير وتكون بمعنى (أليس) لذلك اسميتها ب (كان) التقرير ولم أجد احد اطلق عليها هذا الاسم او الاستعمال. وسنلاحظ استقامة المعنى بالتعويض كما في الموارد التالية:

قال الله تعالى ( إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء/98، 99] فالمعنى (فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ أليس اللَّهُ بعَفُوّ غَفُور؟

قال الله تعالى (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ(أليس) اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء/100] فالمعنى (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ أليس اللَّهُ بغَفُور رَحِيم؟

قال الله تعالى ( وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ(أليس) اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء/104] فان

قال الله تعالى (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا [النساء/108] لاحظ كيف يستقيم المعنى الذي لم يستقم فيما سبق من فرضيات

قال الله تعالى (وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا [النساء/39] لاحظ استقامة المعنى والذي لم يستقم مع التعويضات السابقة.

قال الله تعالى ( وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء/111]

قال الله تعالى (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطً [النساء/126]

وقال الله تعالى(إِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا [النساء/130]

قال الله تعالى (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا [النساء/131]

وقال الله تعالى (َلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (132) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا [النساء/132، 133]

قال الله تعالى (مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ(أليس) اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء/134]

قال الله تعالى (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا [النساء/146، 147]

قال الله تعالى (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا [النساء/148]

قال الله تعالى (وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء/152]

قال الله تعالى (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [النساء/157، 158]

وقال الله تعالى (َاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا [الكهف/45]

قال الله تعالى (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان/70]

قال الله تعالى (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا [الأحزاب/25]

قال الله تعالى (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ (أليس) اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب/27]

قال الله تعالى (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ (أليس) اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا [الأحزاب/51]

والان لنلاحظ الشبه بين هذا الاستعمال وبين (اليس ) الاصلية

- يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ أليس اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا؟

- وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ أليساللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا؟

- وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ أليس اللَّهُ بعيلم حكيم؟

- وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ أليس اللَّهُ بقوي عزيز؟

تذكر العبارتين الاخيرتين، والان سأذكر اليس الاصلية في القران ولاحظ الشبه بل المطابقة.

وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ [الزمر/37]

وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ [الأنعام/53]

أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ [الزمر/36]

فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ [التين/7، 8]

لاحظ اخي القارئ التشابه الكبير بين الاية من سورة الزمر وما تقدم تجدها بتناسق تركيبي واضح واستقامة.

ثانيا ( ان الله كان)

والمعنى ( ان الله كان) وخبرها صفات لا تصح ان تزول عن الله تعالى.

وليعلم ان عبارة (وكان الله) تختلف في معناها عن (ان الله كان) كما سيتبين لك:

لاحظ كيف ان التعويض بـ (اليس) لا يستقيم دائما في ( ان الله كان) وكذلك الفرضيات الأخرى.

وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا. إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا [النساء/94] لا تستقيم هنا ( اليس؟ ) و ( كان ومازال).

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء/29] وهنا لا تستقيم كان التقريرية وكان الدوام أي (كان ومازال).

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا [النساء/56] وهنا لا تستقيم الاثنان.

اذن (ان الله كان) لا يقبل أيا من الفرضيات السابقة، اذ ما هو المشترك المعنوي في العبارة في الايات؟ انه التوكيد بتعويض (حقا) لاحظ ما يأتي:

قال الله تعالى (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا. إِنَّ اللَّهَ كَانَ (حقا) بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا [النساء/94]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ (حقا) بِكُمْ رَحِيمًا [النساء/29]

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ (حقا) عَزِيزًا حَكِيمًا [النساء/56]

وهكذا في باقي الايات التي ذكرت فيها عبارة (ان الله كان) فان (كان) هنا تفيد التوكيد، بمعنى ان الله حقا....

ومن هنا يتبين ان استعمال كان مع الأسماء الحسنى لله تعالى التي لا تقبل الزوال هي اما تقريرية بمعنى (اليس) في عبارة (وكان الله) او توكيدية بمعنى (حقا) في عبارة (ان الله كان).



   نشر في 03 نونبر 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا