مكان ليس لك - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مكان ليس لك

  نشر في 17 أبريل 2017 .


يحدث أن تسقط الى الهاوية ، أن تبحث عن من يرفعك منها بلا جدوى ، فبحثك يندرج تحت المستحيل في عقر تلك الهاوية ، فلا ممسك لك وانت في القمة السفلى ، ولن تجد من ينزل يده اليك ليرفعك ، ستجد اليد السفلى تمتد لك ، فكيف لك بإمساكها وانت في هاوية تريد العلو منها لا السقوط الى هاوية اسفل منها.

تأتي افكار تعيد لك نفسها في كل مرة بأن ترتحل ، بأن تجعل تلك الهاوية مكان أبدي لك ، وان تتعايش مع من فيها وتنسى من تحتك ومن فوقك وماهية العالمين ، تخبرك أنك ولدت لان تعيش هنا ، وان كنت يوما في غيرها لكنك ما زلت تنتمى الى هذه الهاوية ، هاوية بنظرك لكنها لساكنيها عالم أعتادوا العيش فيها ، فلما لا تكون منهم ، فذلك العالم العلوي الذي كنت فيه يتعبك ، وذلك العالم لا يناسبك بمجرد أنك مررت به وعشت فيه أوقاتك السابقة ، أعتدّ على هنا وهيئ نفسك لذلك ، ولا تتعب نفسك بالصعود والرجوع الى عالمك السابق فالحياة لا تستحق !

تلك الافكار لطالما تنتحر فيك في كل مرة ترفضها ، ولطالما تحذف فيك قدرة ما او امكانية ما او امل مزروع بداخلك في كل مرة تصدقها ، تلك الافكار ليست ملكك أو حتى لا تخصك ، لكنها استحوذتك في عدم وجود من يرفعك أو يقوي عزيمتك ، وفي عدم وجود مرآة حقيقة تصور لك أمكانيتك ومكانتك واين من الممكن أن تكون ، فأنت خلقت لشيء أعظم .. أنت لست هنا ، هو ليس تقليلأ لمن هم في عالم هاويتك ، بل لأن كل من الخلق خلق لشيء يناسبه ، وما يناسبك هو عظيم بالنسبة لك ومالا يناسبك هو شيء قليل ترضاه لنفسك التي تبغي الشيء الكثير فيما يناسبها .

عند تلك الهاوية أبتغي السهولة لا القلق والتوتر والصعوبة، حاول أن تجعل يدك من ترفعك فمن غير الامكان أن تجد في كل مرة إنسان يرفق بك ويرفعك أو يراك تستحق فيأخذ بيدك ، ومن القلة القليل أن تجد شخص وجد أنه ليس من مكان لك الا في عالم أعتدت عليه وصعدت فيه فسقطت ، فيبحث عنك ويحاول إيجادك ليرفعك ، أنت لها ، سواء أن أخذت القيم من كل العوالم وعدت الى عالمك فتلك إضافة محببة الى شخصيتك وقدرتك ، فكل العوالم تحتاج الى ربط بينها ، ومن يربطها هو من يعرف حالة تلك العوالم .

تلك الهاوية ليست هاوية تحزن لكنها تتعب ، تلك ليست هاوية تقتل أو تضيف في قاموسك فشل بل هي هاوية تضيف دروس لك وتعيدك الى منطقة اعلى مما كنت عليه حين سقوطك ، تلك ليست هاوية ، وانما منعطف اخترته لتخلوا نفسك من حالة الإغماء الشديد في عالمك وترى عوالم آخرى تضيف عليك الخبرة بعدها تعود منها ، كانما مررت بها ناظرا ما فيها مستفيدا من نظرتك وعائد الى مكانتك بإضافة تزيد من مواجهتك لعالمك الذي تعيش فيه .


  • 9

  • hifa ahmed
    أنا فتحة عند الرخاء ،و ضمة عند الغضب ، وكسرة عند الشعور بالخطر .
   نشر في 17 أبريل 2017 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا