بين الامس و الحاضر يقوم التاريخ بإحدى حيله المعهودة وهي إعادة نفسه؛ولعل اقرب مايعيده اليوم بالعالم العربي واقع ملوك الطوائف ،فلا فرق بين الامس واليوم دول كالمماليك ؛يمزقها الحقد والغل إزاء بعضها بذخ واسراف في صفوف علية القوم وفقر مدقع في اواسط الشعوب ،موالاة وحلف لمن كان بالامس عدوا وسعي في الدسائس واستدراج الاخ قبل العدو لخندق الفناء ،وعود بالرخاء لاصوات الصياح تلقى هباء ا من فوق الابراج العالية فمن سمع و خنع فله الرضى ومن جاهر بالنكران نكل به اي تنكيل بالامس كانت الادات سوطا واليوم اعلام اشد تسلطا و كذبا كساعي الدسيسة ،ايما زرع وجد احرق واتلف !
لا فرق بين الامس واليوم تغير الزمان حتى مورفولوجية المكان قد تغيرت غير ان الثابت واحد ،غباء ملوك الطوائف واندفاعهم نحو هلاك يرونه بعيدا ،فالهلاك اليوم انتفاء المعنى في مفرد الوطن وجموع الاوطان ،لقد صار المأساة واليأس اكثر ما يوحد العرب دون غيرها ،شباب شيب من عوز الحيلة ،وشيب تمنوا الموت قبل هذا ،دركات في العلم بعدما كنا منارة له ،انتظار الصدقات من البنوك الدولية ومن حليف اعينه على أخي بعدما كانت الطير من اشبع الخلق بارض العرب ، نزال وندية في السخافة والتفاهة تحت عنوان الحداثة و التقدم بدل العلم والفكر ،اصابع تتبادل الاتهام في محاكم العبث والشاهد شعوب سلب قوام قوتها وهو العقل والقدرة المجهضة على التغيير.من قال ان التاريخ قد ولى ،فها هو ذا يعود والعائد ملوك الطوائف......
اما النصر فهو كالغذ لناظره قريب ،وقربه سنوات من العمل الجاد في صفوف الافراد قبل الاحزاب واسماء حبلى بعنواين قيل عنها سياسات ديمراطية ، الحل نهل من عيون العلم ايما إقبال ،ترسيخ لفكر البناء والمسؤولية في اطفالنا قبل انتظارها ممن ادعوا حمل المسؤولية فولادتهم لم تكن نتيجة ابوة كاملة اكثر ماكنت نتيجة صناديق فارغة فكان الابن افرغ مايكون....