عِندَمَا نَرىٰ بِقلوبِنَا.. بِقلمِي: وِئَام أَحمد
فَرَاسة الحُب
نشر في 09 أبريل 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
عِندمَا نُحِب نَنظُرُ لِلحَيَاةِ مِن زَاوِيَةٍ لَا يَرَاهَا سِوَانَا، نَرىٰ النَقَاءَ وَ الصَفَاءَ وَالجَمَالَ فِي كُلِ شَىء حَولنَا،
نتمَسَكَ بالأَمَل دَومًا، لا نَرىٰ الا الخَيرَ وَلا نتَحَدث الا بِالخَير، رُؤيَتنَا مُنبَثِقَة مِن قُوةِ إيمَاننَا وَ عُمق ثَقَافتِنَا وَ تَفهمنَا لِذَاتِنَا...
فالحُب هِو اللغَة الوَحِيدة التِي يَفهَمهَا جَمِيع الشُعُوب دُون تَرجَمة بل هِو المَدرسَة الفَرِيدَة التِي يتخَرجُ فِيهَا أجيَالًا مِن المُتفَائِلِين، فكم نَحتَاج أحيَانًا لِقَطرَاتٍ مِن الحُب الصَادِق تَروِي قُلوبنَا وَ لِجرعَاتٍ مِن الإخلاص تُلوِن أيَامنَا أو حَتىٰ ابتسَامة صَادِقة تبعثُ بِدَاخِلنَا التفَاؤل والأَمل والطمَأنِينة.
ابتسِم كِي يَتغَير اللونَ الأَسوَد إلىٰ أَلوَانِ الطَيف المُشرِقة، فَيُصبِحُ الخَرِيفُ رَبِيعًا والليلُ المُظلِم صبَاحًا مُشرِقًا، بل وتَتحَول الغِربَان لِعَصَافِير مُغرِدة.
الحُب يُوقِظُ السَعَادة مِن سُبَاتِهَا، فَهو كَفِيل بِكسرِ الحَاجِز الجَلِيدِي مَع الآخرِين بَل يُنِير أحلَك الأمَاكِن، لأنه عُنوَانٌ للتضحِية.
فَكم أحبَبنَا بل عَشِقنَا أَشخَاصًا مِن ابتِسَامَتهم التِي تَجعَل قَسمَات وجُوههم مِثل الشَمس المُشرِقة، فمَا أجمَل أن نتَقَاسَم الحُب مَع مَن نُحِب ثُم نَبتَسم حَتىٰ يَظهر بَيَاضُ أسنَانِنَا دُون النظَر لِمَا نُعَانِيه مِن ألمٍ أو بُكَاءٍ أو جَرحٍ دَاخِلي.
لا تَسأم فالحُب يُغلِق أبوَاب الحُزن ويُوقِد مصَابِيح الفَرح فِي حيَاتِنَا ويُخفِي احزَاننَا ويقهَر مخَاوفنَا، فكم فَارقنَا أحبَابًا هُم الآن يَخلدُون فِي سُباتٍ عَمِيق تَحتَ الثَرىٰ نرَاهُم بقُلوبِنَا و نَسمَعهُم بعقُولِنَا أمَا ابتسَامَتهم فَلا يَزَال طَيفهَا يُنِير لنَا دُرُوب الحيَاة.
-
Weaam Ahmedكاتبة مصرية تمزج بين الواقع والخيال (قرأت عاما لأكتب يوما)