كوكتيل حزن
حينما تفرقنا الاوطان ويجمعنا الالم
نشر في 26 شتنبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
’’’’روابط الدم لاتعني شيئا،روابط الالم والامل هي وشائجنا التي لاتنقطع’’’’ جميلة مراني
عن ذلك الاحساس حين تداهمك غيمة دموع،تحاول جاهدا صرف ذهنك عنها كي لا تبوح بسرك الذي افشيته لها ذات حزن، كي لاتكسر جدار القوة الذي عملت جاهدا كي تبنيه لتأتي في الاخير هبة مشاعر فيخر مهدما ، وانت تحاول بكل مااؤتيت من هشاشة ان تظهر للاخرين بكامل صمودك، تتسارع دقات قلبك، تعتريك موجة حرارة تؤجج غزارة سقوط الدموع ينتفض جسدك ككل مساندا اياك ، تحاول كبح خروج الشهقة ولكن عبثا اذ لايمكننا السيطرة على الالم، ذلك مايدعى حزنا بالفطرة.
او حينما تشعر وكانك عار وانت تلبس ملابسك،او ان اطرافك قد بترت وهي في حقيقة الامر خذرت لذلك لم تعد تشعر بها، او ان ظهرك قد قسم تلك اللفحة الباردة التي تعتريك اينما كنت وحيثما ذهبت صيفا خريفا شتاءا ربيعا،سواءا كنت تشعر بالبرد او تلتحفك الحرارة ذلك مايدعى الفقد.
ان تشعر وكان خنجرا مسموما قد طعنك بالرغم من انك تعانق صديقا يفترض ان يحمي ظهرك، ان تتلقى صفعة في عز حزنك تزيد من ألمك فيصبح ألمين، ان تترك وحيدا تصارع الحياة ومطباتها وان لاتمتد لك يد تنتشلك من القاع،ان يحزن من هم بمثابة صورة عنك في هاته الحياة حين فرحك فاعلم انك تعيش مايدعى الغدر والخيانة.
هل سبق وان راودك شعور بعدم الانتماء لبقعة التراب التي تحملك بثقلك المبالغ فيه جراء اعباء مكدسة تكاد تقسم ظهرك ،ذلك الوخز الذي يخبرك في كل مرة بانك تعطي اكثر مما تتلقى اي انك بلا قيمة، تريد الخروج من جحيم رتابة الحياة المجحفة في حقك باي طريقة كانت مستعدا ان تدفع روحك الطاهرة التي اصابها تلوث المجتمع ثمنا ، ان تترك ذكرياتك وان تولي بظهرك غاضا مشاعرك عن كل ماعشته طيلة فترة مكوثك المعكر للعيش الهني الذي يحظى به غيرك فيما تكون انت العالة، هنا ياصديقي انت تعيش مايدعى مغناطيس الجنة الزائفة في الطرف الاخر من الحياة ، الجنة التي يرتمي الكثير من الشباب في حضنها حلما ،فيما يبتلعهم بحرها او احد قاطنيه يقظة.
ان تشعر بالالم يعتصرك ليخرج الجميل منك ويبقي على جزئك القبيح، تلك البقعة الشنعاء التي استنفذت طاقتك وانت تحاول القضاء عليها لكن دون جدوى، تتقلب يمينا وشمالا من شدة ماتشعر به دون ان تحدد مكانه ذلك مايدعى ألما متجذرا .
ان تشعر بالفراغ فيما الجميع حولك، ان لاتجد من تحكي له عن وزنك الذي لاينفك ينحدر الى الاسفل، او عن الندبة التي سببتها لك اشواك ورود حديقتك وانت تهم بسقيها ، او ان تشعر بالسقوط فلا تجد كتفا تسندك، او من يفهمك من مجرد النظر الى عينيك ،ذلك مايدعى اسفا وحدة.
-
سارةقلب مشع روح شفافة
التعليقات
ما أجملها هذه الكتابة أحسنت الوصف