السيد المسيح المُخَلِّص من خطيئة سيدنا آدم وتبعيتها. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

السيد المسيح المُخَلِّص من خطيئة سيدنا آدم وتبعيتها.

لنتفكر....

  نشر في 14 شتنبر 2016 .

لقد وجدت من خلال بعض مناقشاتي مع بعض النصارى (المسحيين) أنهم يؤمنون و يفهمون مسألة الخطيئة فهماً لا يوافق العقل, ولا يوافق عقائد الأنبياء كلها, ولا يوافق صفات الله سبحانه وتعالى لاسيما صفة العدل والرحمة. فضلاً عن كون هذا الاعتقاد يلزم منه أن الجميع من ماتوا قبل المسيح ابن مريم أنهم كفارة, وأن مصيرهم النار كلهم, وهذا من معاندة العقل البشري, ومن الظلم الذي يتنزه الله عنه.

هذه المقالة دعوة للمناقشة وليس النقد لأمر الخطيئة المتوارثة منذ سيدنا آدم الى سيدنا عسى عليهما السلام عندما أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها, والأعتقاد الخاطئ بأن عيسى ابن الله.

النصارى سلكو مع آدم مسلكاً خاطأ فاعتقدوا أن خطيئته لما أكل من الشجرة انتقلت إلى بنيه على مر القرون والعصور, بالرغم من أنهم لاذنب لهم, ويعتقدون أن المسيح عيسى ابن مريم رضي بصلبه على الصليب وقتله ليفتدي خطايا من آمن به كمخلص لهم من تلك الخطيئة, وان من لم يؤمن به فإن الخطيئة ستكون لصيقة به الى يوم الدين وسيحاسب عليها.

ولاشك أن هذا الأعتقاد غير صحيح, لأنه غير موافق لا للعقل ولا للإنجيل الذي كان بيد عيسى و أن أصل هذا الأعتقاد هو التحريف الذي زرعه اليهود وقساوسة النصارى في دين النصارى على مدى عشرين قرناً, أما المسيح عيسى لم يمت ولم يصلب ليفتدي خطايا الناس, بل حماه الله من كيد اليهود عندما أرادوا قتله فرفعه الله الى السماء في معحزة ليس لها نظير.

بيان بطلان عقيدة توارث الذنب الأصلي التي يعتقدها النصارى, ولنا معها عدة نقاط توضيحة:

- أبونا آدم بشر مثلنا, وأمنا حواء بشر مثلنا, والبشر من طبيعته الخطأ, فلما أخطآ وأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها, استغفرا ربهما وتابا الى الله, فغفر الله لهما وانتهى الموضوع.

- تحميل الإنسان ذنب غيره يعتبر من القبائح التي يترفع عنها البشر, فكيف يليق وصف رب البشر بذلك, فلو أن أحداً من الناس عاتبه شخص آخر على خطأ بشري ارتكبه جده العاشر لاعتبر ذلك سفهاً في العقل, لأنه لم يكن له أثر في حصول ذلك الخطأ فكيف يُحمَّل تبعاته.

لا تزر وازرةٌ وزر أخرى, والوزرُ هو الأثم, والمعنى لاتتحمل نفسٌ إثم نفس أخرى, بل كل إنسان يحمل حسناته وسيئاته, فإذا كان يوم القيامة تجازى كل نفس بما كسبت, بمعنى كل إنسان مرتهن بعمله يوم القيامة, إن خيراً فخير, وإن شراً فشر, ولا يؤاخذ الله أحد بذنب غيره, وهذا مقتضى العدل والإنصاف.

- من دلائل بطلان تلك العقيدة و أنها أدخلت في شريعة عيسى هو السؤال الذي يطرح نفسه:
ما حال الناس الذين ماتوا بعد آدم وقبل ولادة عيسى؟

في سياق مقتضى هذه العقيدة أنهم كلهم سيذهبون للجحيم لأنهم لم يتطهرو من ذلك الذنب المزعوم!

أعتقد أن هذه قمة المعاندة للعقل والمنطق.

لو كانت تلك العقيدة واقعية فعلاً لأرشد الأنبياء ممن جاؤوا قبل عيسى اقوامهم للتخلص من تلك الخطيئة.

- ولو افترضنا أن خطيئة أبينا آدم لم تغفر بعد وأنها انتقلت لنا عبر الأجيال وتوارثها الناس, ففي هذه الحالة يجب على كل فرد أن يتوب عنها بنفسه وليس اعتماداً على الآخرين سواء كان المسيح أو غيره.

المسيح ابن الله:

لقد افترق النصارى بعد رفع المسيح إلى ثلاث طوائف وفرق, فقالت طائفة: كان الله فينا وما شاء ثم صعد إلى السماء. وهؤلاء هم اليعقوبية, زعموا أن عيسى هو الله, تعالى الله عن ذلك.

وقالت فرقة: كان فينا (ابن الله), ثم رفعه الله إليه, وهؤلاء هم النسطورية, تعالى الله أن يتخذ ولدا.

وقالت فرقة: كان فينا (عبد الله ورسوله), ثم رفعه الله إليه, وهؤلاء هم أتباع المسيح حقاً, الذين لم ينحرفوا عن الاعتقاد الصحيح, ولم يعظموه التعظيم الزائد عن الحد المسموح, ولم يصفوه بشيء من أوصاف الألوهية ولا الربوبية.

فتظاهرت الطائفتان الكافرتان على الطائفة المستقيمة فقتلوها, فلم يزل الحق مطموساً حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام ليبين للناس الاعتقاد الصحيح في المسيح عيسى ابن مريم.

لقد تغير دين المسيح ابن مريم تغيرا عظيماً, فبدلاً من عبادة الله وحده صاروا يعبدون عيسى ابن مريم وأمه, وبدلاً من اعتقادهم بأن عيسى ابن مريم كان بشراً رسولا, صاروا يعتقدون أنه هو الله, وأناس يعتقدون أنه ابن الله, وأناس يعتقدون أنه ثالث ثلاثة, وينفون عنه أنه رسول الى بني إسرائيل.

وقد نسخ الله جميع الأديان بدين الإسلام, فلم يبق دين صحيح موصل الى رضوان الله إلا هو, وحفظ الله دستوره والقرآن من الضياع أو التحريف, فبالإسلام فقط يؤمن الإنسان بعيسى و موسى ومحمد وجميع الأنبياء, إن الإسلام دين مكمل لأمر الله في كل رسله, وجاء في القرأن قوله تعالى عن خلق آدم وسيدنا عيسى في توضيح تحريف الحق: ((إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)).
 آل عمران: '59'

نتبين من هذه الآية أن دعوى إلاهية عيسى لكونه خلق من غير أب دعوى باطلة, فآدم عليه السلام خلق من غير أب ولا أم, ليس هذا فحسب, بل ونفخ فيه من روحه, وليس من روح الملك جبريل, وأسجد له ملائكته, وعلمه أسماء كل شيء, ومع هذا فاتفق الجميع (المسلمون و النصارى واليهود وجميع أتباع الأديان السماوية) على أنه عبدٌ من عباد الله, ليس فيه من خصائص الألوهية ولا الربوبية شيء, فإن صحّ ادعاء النبوة والإلاهية في المسيح, فادعاؤها في آدم من باب أولى و أحرى, ومعلوم بالاتفاق أن ذلك باطل.

"هذا المقال بعض ما جاء عن الخطيئة من بحث الأستاذ: ماجد بن سيلمان".



   نشر في 14 شتنبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا