ما الطيبة في مجتمعاتنا إلا مرادفاً للسذاجة ,والساذج هو الشخص الأبله ,والبلاهة تدل على حمق صاحبها .
الطيبة في مجتمعاتنا ترتبط عند الأخرين بالتفاهة بشكل مباشراً ,نعم فكوني طيباً فأنا حينها سهل الضحك عليه من قبل الأخرين .. وكوني طيباً فأنا حينها أيضاً في مرتبة الحيوانات أو أقل منهم في المعاملة.. وكونس طيباَ فانا في غاية الضعف !
يكفي أنك عندما تنعت شخص ما بأنه سهل خداعه أو مهزوز الشخصية ,أن تقول "فلان طيب" !!
فالطيبة إذن مفتاحاً للجحيم ,ويكفيني ألماً أنني واقعاً في سفح هذا الجحيم .
فمن الواضح أنني من السهل خداعي , ومن السهل الإستخفاف بي , ومن السهل تجاهلي ,ومن السهل أيضاً إعتباري عديم الشخصية.
هذه هي ميزة الطيبة ,وعيبها في نفس ذات اللحظة .
وفي المقابل ..وهذا هو أصل المقال .فإن الخبث في مجتمعاتنا ما هو إلا مرادفاً لقوة الشخصية ,ومرادفاً أيضاً لمفهوم السيطرة ..
ومفهوم السيطرة عندنا يعني أن لا تجعل البشر يضحكون عليك أو يخدعونك ..وأن تكون فظاَ غليظ القلب مع من حولك حتى ينجذبون لك ! ..هنا ينادونك بالمسيطر .
فالشخص الخبيث ,اللئيم هو من ينعتونه الناس بالإحترام ,ويقدسون عقله ..
مثلاً ,عندما يقف أمامك شخصاً طيباً ,وشخصاً خبيثاً ..فأنت تجد نفسك تحترم الخبيث أكثر من الطيب !! نعم وإن لم تصدقني ..إسأل نفسك .
لمن تقول " يا أستاذ " ! مستحيل أن تقول كلمة "يا أستاذ" لشخص تنعته بالطيبة ,أو أنه ((غلبان)).
وفي الحقيقة ..أنت إذا فكرت من هذا المنظور ,فلا عجب فأنت يا عزيزي في المجتمع العربي الشرقي ..
حيث يكون الخبث يا صديقي هو المرادف المغلوط للقوة
والطيبة هي المرادف المغلوط للضعف .
وهكذا نحن نفكر ونحكم على الأخرين ,ومن خلال حكمنا على هذا بالقوي أو هذا بالضعيف .. سنتعامل مع من حولنا !!
هيثم ممتاز
-
هيثم ممتازبين الجهل والمعرفة شعرة واحدة ,وهي القراءة.