”السّاعةُ الذّهبيّة“ دانيـا الدعيجـي
نشر في 03 غشت 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا شك أن التاريخ يُعيد نفسه ولكن بأساليب وأشخاص مختلفين ؛ ففي كل زمن توجد موعظة ورسالة مختبئة في قصص أشخاص خرجوا عن إطار جماعتهم لرغبتهم بالتحليق بأجنحتهم الخاصّة فضلاً عن البقاء تحت أجنحة متآكلة من قِبل عقولٍ متحجّرة ترفض التطّور . .
فالذي نعيشه في عصرنا الحالي يُشبه إلى حدٍّ كبير المتمرّد الألمعي الذي عانى من كبّح مجتمع مليء بالإمعات والهمَذانيّون حيثُ نبذوا تمرُّده و حقّروه و نعتوه بأرذّل الألقاب لإنه رفض إرتداء ساعتهم التي تدور عقاربها نحو الخلف ؛ وذلك بسبب تفضيله للسّاعة التي وجدها اثناء قراءته لكتبٌ في مكتبةِ المدينة التي هجرها سُكان مدينته منذُ وقتٍ طويل ؛ والتي تتميز بإنها ذهبيّة بعقاربها التي تدور نحو الأمام حاملةً في جوفها رسّالة العِلّم والحضّارات الراقيّة . .
أعتقد أننا حالياً بحاجةٍ ماسّة لذلك المتمرد الألمعي علّه يحرك الساكن في المجتمع . . فلما لا يحاول كل شخصٍ منا أن يكونه !!
اسّعى دوماً لتُضفي على العالم رونقاً من فكرك ومبادئك السّامية كن كطير العنقاء الذي يخرج من الرماد مشتعلاً . . نعم سيحاول الكثيرون تغييرك لإنك تسير عكس التيّار الذي رسموه في ليلةٍ شديدةُ الظُّلمة بقلمٍ محقون بدماءِ الأبرياء الذين اُضطهِد عِلّمُهم وسُلِبت حُرياتهم بحجّة فِطّرة الإنسان الرافضة للتجديد والتغيير والبقاء على ما تعارفوا عليه منذ الأزل لإعتقادهم أنه الأفضل ؛
ولكن مع هذا يمكنك التغلب عليهم والوصول إلى عجلّة المجتمع وتحريكها فمهما عصّفت بك الحياة عليك أن تُحافظ على نورِك الخاصّ ؛ وانتبه لخطواتك بحذرٍ ولا تستسلم عند سقوطك الأول بل إنهض وحاول مجدداً و قاوم للنهاية . .
حتى لو تلوثت بِـ قُبح العالم أثناءَ مُحاربتك له . . لكن العبّرة تكمنُ حين تستطيع أن تقمعَ قباحةَ عاداتِه وتنير عتمتةَ العقول التي أنهكت الماضّي ومازالت تستنزف الحاضّر والتي تهدّد الغدّ ؛
ومن يعلم لرُبما سَيستيقظُ الناسُ من غفلتِهم بسبب شُعلتك التي أحرقت قشّهم ليجدوا أسفلهُ كنزاً دفيّن لولاك لما وجدوه ؛
فإذا أردت أن يكون لك جمالاً نادراً ؛ عليك فقط أن تكون ”أنت“ مِرآةُ أفكارك وعِلمك ؛ لا بالنُسخةِ التي يُريدها الآخرون . .
— دانيـا الدعيجـي
-
دانيـا الدعيجـيطالبة حقوق - جامعة تشرين