أين الحقيقة وسط الدموع؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أين الحقيقة وسط الدموع؟

  نشر في 06 شتنبر 2019 .

عندما تكثر المعطيات والأدلة وتظهر النتائج جلية علي مرأي ومسمع من الجميع ، فأحيانا تكون الحكايات والروايات قد تم تغلفيهم بالسم باطنيا وبالعسل خارجيا ، ومحبوكة بشكل دقيق جدا فيصير في العقل شيء ما كالتوهان والصدمة وعدم وضع الأمور في نصابها الصحيح ، والتفنيد الخاطيء للأحداث ، وعلي غير مهل تعطي الأحكام المسبقة ، في زماننا هذا يصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ، الحق أصبح شعرة بين بحور من مستنقعات الباطل ، الخير الكثير لقلة مارقة مع رفاهية فاقت الخيال ، والبؤس والشقاء والتهديد كتبوا بصك العبودية ملبسا وطعاما وشرابا للأكثرية ، لا نحتاج لمن يرينا الفساد فبلا شك الكل يحس به ويدركه يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد سنة وعقدا بعد عقد وقرنا بعد قرنا ، الفرح بالفضيحة لن تقدم أو تأخر ، فالتحكم والأمر الواقع فاق الحد المعقول وتوغل في كافة الصفوف وتم حمايته بأسوار وسلاسل حديدية داخلية وخارجية عصية علي التدمير ، ولكن هيهات فإرادة الشعوب لا تنكسر ولا تلين ، تصبر ولا تبيع ، تتمسك بالأمل وتترك اليأس وخيبة الجلوس ، ما أبغض من في سبيل كرهك لشخص ما أن يجعلك تكره عائلته وتنسفها من جذورها بالكامل وننسي تضحياتهم الجسام ، فالشرف هم عنوانه ، والكرامة هم حراسها ، والعزة والفداء هما رجالهما ، من كان سلاحهم الله وأكبر أبدا لن يسقطوا ، وهكذا سوف تكون المعركة معهم وضدهم خاسرة ، تطهير النفوس الغير سوية بأنفسها من الآثام أفضل وهدف منشود ، العدل يطبق علي الجميع بلا إستثناء ، من يقول ! لا يقول الحقيقة كاملة يلعب فقط بالوقت ، ومن ثم يطيل أمد المواجهة التي لا تكشف إلا بعض الأوراق الصغيرة ، ومن يدافع يجهل كيفية الرد ويلعب علي المشاعر والأحاسيس ، الحقيقة تري بالعيون ولا تحتاج الدموع ، القهر يكسر النفوس ، الملايين تصرف في لعب القمار ، وتوزع القصور والفيلات علي المستفيدين والمستغلين والمنافقين والفانيتين الشاطرين والراقصين علي الأحبال ، وعلماء الدين المنوط بهم القيادة والنصيحة والتوعية من اللبس والإختلاف صمتوا صمت الجبال بئس ما فعلوا وزادوا وقوفا عند أبواب القصور خداما ، فلماذا الكل الآن يتذكر البسطاء وأوجاعهم ، أين كانوا عندما أخفوهم عن الخريطة ، وفي القاع اتحرموا حتي من نسيم الهواء ، مساكن في البدروم تحت مساكن الأسياد ، حلقات في مسلسل هزيل ، أوراقه مدفونة تحت التراب ، غفوة طالت تحت التراب ، ألسنة كانت يوما ما شجية تنطق ب حر الكلام أصبحت الآن مقيدة وراء القضبان وإن خرج العضو بحث عن أقرب حيطة يحتمي بها أو يصعد فوقها أو يختبيء بداخلها ، أراضي وجزر ومياه بكت علي الفراق والتفريط ، دماء علي الأسفلت بعدما كانت في الأفلام أصبحت حقيقة وشهدت الأرض ورمالها علي الألوان ، فيروز تنادي وغيرها يقطع الطريق ، شعب رضا بالهوان ، واحزناه جرفت أغصان الزيتون وهجرت الورود وضاع رحيقها ، طيور دخلت مساكنها خوفا من كل سوء ممكن ان يمسها وطلبت أجازة ممكن تطول تنتظر الموت أن يختطفها علي حين غرة ، أين العمل والجهاد ضد الظلم والظالمين ، الشك يحتل الشاطئين ، كلامها كذاب أشر ، وبحر يبتلع الأبرياء ، مصير مجهول في الأفق يجري كالوحوش في الإنقضاء علي الفريسة التي لا حول ولا قوة لها ، فلسفة في مدينة فاضلة بعدت عن الأخلاق والمنطق المأمول ، غيبوبة في فهم الأحداث ، راحة بال في الخنوع والقنوع والإعتزال ، وحدة فرضت فرض علي المريدين ، دروايش في كل مكان ، لصوص علي القمة في كل الأركان متنعمين ، يا فجر قرب مستنين الأحلام تحقق وتشرق الشمس بعد طول الغياب ، قمر ينادي من بعيد ، أبدا لن تستمر كآبة الظلمات ، مطر ندعو من الله أن يطهر النفوس ويمنع التشقق والحرمان ، أساطير في إصطبلات الخيل مخفيين ، في السباق متصدرين ، شرايين نذفت الدماء وما زالت تقاوم الآخر حتي آخر نفس متاح ، لا تبكي يا وطني فما زالت بداخلنا روح الإنتماء ، عزائنا الوحيد أننا حاولنا وقمنا بثورة بيضاء حضارية شهد بها العدو وأرهبته قبل الصديق ، والامل في الأجيال الجديدة يحققوا مالم نقدر علي تحقيقه ، لا تحزن يا وطني رغم الحصار طالما يوجد هنا وهناك أناس لم يذهبوا مع الطاغوت ...............



   نشر في 06 شتنبر 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا